عادت سورية إلى المشهد السياحي العالمي بقوة، من خلال مشاركتها في الدورة الـ26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض. وأكد وزير السياحة السوري، مازن الصالحاني، خلال لقاء خاص مع “عكاظ”، أن هذه المشاركة تعكس عودة الحضور السوري الفاعل في الساحة السياحية الدولية.
وجاءت مشاركة سورية في هذه الدورة لتؤكد على رغبتها الصادقة في الانخراط مجددًا في منظومة العمل المشترك التي ترسم ملامح مستقبل السياحة العالمي. وقد أشاد الصالحاني بالمستوى الرفيع من الاحترافية في تنظيم المملكة لهذا الحدث، مشيرًا إلى أن المملكة نموذج ملهم في التخطيط السياحي الحديث من خلال رؤيتها الطموحة 2030.
دور المملكة في دعم التعاون السياحي الدولي
أكد الصالحاني أن المملكة لعبت دورًا قياديًا في دعم التعاون الدولي السياحي خلال استضافتها لهذا الحدث العالمي. وأشار إلى أن استضافة الرياض لم تكن مجرد تنظيم لفعالية دولية، بل كانت رسالة ريادة وانفتاح وتكامل.
وأعرب الصالحاني عن ثقته بأن هذا الدور السعودي سيترك أثرًا إيجابيًا على العمل العربي المشترك في مجال السياحة. وأضاف أن المملكة تمثل نموذجًا يحتذى به في التخطيط السياحي الحديث، وهو ما يعزز من فرص التعاون بين الدول العربية.
آفاق التعاون بين سورية والسعودية
أشار الصالحاني إلى أن العلاقات بين سورية والسعودية تشهد مرحلة واعدة مبنية على الثقة والرغبة المشتركة في فتح صفحة جديدة من التعاون. وفي قطاع السياحة، رأى الصالحاني فرصًا كبيرة لتعزيز الشراكة بين البلدين في مجالات الاستثمار الفندقي والتدريب السياحي وتبادل الخبرات في التسويق والترويج.
وأكد الصالحاني أن أبواب سورية مفتوحة أمام المستثمرين السعوديين، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على إعداد مذكرة تفاهم تتضمن التعاون في مجالات التدريب والتأهيل والاستثمار السياحي. وأضاف أن هذه الخطوات ستتوج قريبًا بمشاريع استثمارية مشتركة في المجالات الفندقية والمواقع التراثية والسياحة البيئية.
مستقبل السياحة العربية المشتركة
رأى الصالحاني أن مستقبل السياحة العربية يقوم على التكامل لا التنافس، حيث تمتلك كل دولة عربية مقومات يمكنها إثراء التجربة السياحية الإقليمية عند التنسيق بينها. وقد فتحت رؤية السعودية 2030 آفاقًا واسعة لهذا التكامل من خلال دعم الاستثمار العربي والانفتاح الثقافي وتسهيل حركة السياح.
وتتطلع سورية إلى بلورة إستراتيجية عربية موحدة تجعل من المنطقة مقصدًا متكاملًا للسياح من مختلف دول العالم. وأكد الصالحاني أن الإعلام العربي شريك رئيسي في دعم التنمية السياحية، لما يملك من قدرة على نقل الصورة الإيجابية والتعريف بثقافات البلدان العربية وجمالها.
وفي الختام، ينتظر أن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من الخطوات العملية لتعزيز التعاون السياحي بين سورية والسعودية، مع استمرار العمل على بلورة إستراتيجية عربية موحدة للسياحة. وستكون هذه التطورات محل متابعة من قبل المهتمين بقطاع السياحة في المنطقة.
