دراسة بريطانية تكشف سبب شدة مرض السكري على الأطفال

أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن شدة مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن سبع سنوات، ترتبط ارتباطا وثيقا بمرحلة نمو البنكرياس. حيث يتطور البنكرياس بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأولى من سن المراهقة، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للضرر الناجم عن هذا المرض.
أجرت الدراسة جامعة إكسيتر على عينة من 250 طفلا ونشرت نتائجها في مجلة “التقدم العلمي”، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ملخصا عنها. وأوضحت الدراسة أن التطور في جهاز البنكرياس يرتبط بشكل خاص بنمو خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين، الذي يلعب دورا حاسما في تنظيم مستوى السكر في الدم.
تطور البنكرياس ومرض السكري
أشارت الدراسة إلى أن خلايا بيتا تكون متفرقة أو على شكل عناقيد صغيرة عند الأطفال، لكنها تكبر وتقوى مع تقدم العمر نحو البلوغ، مما يؤهلها للقيام بدورها بفاعلية أكبر. وقد تمكن الباحثون من رؤية تطور مرض السكري في العينات التي تم فحصها، حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة خلايا بيتا.
عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا، لوحظ أن الخلايا الصغيرة يتم تحييدها وتدميرها بسهولة، بينما تقاوم الخلايا الكبيرة أو الناضجة لفترة أطول وتستطيع مواصلة إفراز كميات ضئيلة من الأنسولين. هذا الأمر يقلل من شدة المرض على المصابين.
دور دواء تيبليزوماب
خلصت الدراسة إلى أن دواء تيبليزوماب، الذي اعتمدته الهيئات الطبية البريطانية مؤخرا كعلاج هرموني لتثبيط جهاز المناعة عن مهاجمة خلايا بيتا، يمكن أن يمنح الأطفال المصابين بالسكري مزيدا من الوقت حتى تتمكن خلايا بيتا لديهم من النمو أكثر. وبالتالي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تخفيف حدة المرض على صحتهم.
يعد دواء تيبليزوماب أحد العلاجات الواعدة لمرض السكري من النوع الأول، حيث يعمل على تثبيط الهجوم المناعي على خلايا بيتا، مما يساعد في الحفاظ على قدرة البنكرياس على إنتاج الأنسولين. وبحسب ما ورد في الدراسة، فإن هذا الدواء يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأطفال المصابين بهذا المرض.
التأثيرات المحتملة للدراسة
تشير النتائج التي توصلت إليها الدراسة إلى أهمية فهم تطور البنكرياس ومرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال. حيث يمكن أن تساعد هذه المعرفة في تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية.
من المتوقع أن يلعب دواء تيبليزوماب دورا مهما في علاج مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد فعالية هذا الدواء على المدى الطويل وتأثيراته الجانبية المحتملة.
ستواصل الأبحاث الطبية دراسة تأثيرات دواء تيبليزوماب على الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج إضافية في المستقبل القريب، مما سيسهم في تحسين فهم هذا المرض وعلاجه.





