Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

«الصحة العالمية»: انخفاض معدلات الإصابة بالسل لأول مرة منذ كورونا

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انخفاض معدلات الإصابة بمرض السل بنسبة 2% على مستوى العالم خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وذلك بعد ارتفاعها لمدة ثلاث سنوات متتالية بسبب الاضطرابات التي أحدثها جائحة كوفيد-19 في تشخيص وعلاج المرض. جاء ذلك في تقرير أصدرته المنظمة مؤخراً، مشيراً إلى أن معظم مؤشرات عبء المرض تسير في الاتجاه الصحيح بعد الانتكاسات التي حدثت خلال فترة الجائحة.

وفقاً للتقرير، فإن التقدم المحرز لا يزال دون المستوى المطلوب لتحقيق أهداف عام 2030، حيث لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجهها العديد من الدول، خاصة تلك ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وقد عبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عن قلقه إزاء انخفاض تمويل المساعدات الدولية المقدمة لهذه الدول، مشيراً إلى أن هذا الانخفاض «ينذر بتحويل مسار المكاسب التي تم تحقيقها بجهود كبيرة».

أثر جائحة كوفيد-19 على معدلات السل

تأثرت خدمات مكافحة السل بشكل كبير نتيجة لجائحة كوفيد-19، حيث أدت القيود المفروضة على الحركة والإغلاقات إلى تقليص قدرة الأنظمة الصحية على تشخيص وعلاج المرضى. وأدى ذلك إلى ارتفاع حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن السل في العديد من المناطق حول العالم. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن الجهود المبذولة لاستئناف خدمات مكافحة السل بدأت تؤتي ثمارها، حيث انخفضت معدلات الإصابة في عام 2024.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لاستعادة عجلة التقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة في «استراتيجية القضاء على السل» التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية في عامي 2014 و2015. وتضمنت هذه الاستراتيجية أهدافاً طموحة لخفض حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن السل، بالإضافة إلى تقليل الأعباء المالية التي يتحملها المرضى.

التحديات المستقبلية

يواجه برنامج مكافحة السل تحديات كبيرة في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بتمويل البرامج والخدمات الصحية. ووفقاً للتقرير، فإن العديد من الدول لا تزال تعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية اللازمة لمكافحة المرض بشكل فعال.

علاوة على ذلك، يشير التقرير إلى أن هناك حاجة ملحة لتعزيز التعاون الدولي ودعم الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في جهودها لمكافحة السل. وقد أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أهمية الحفاظ على التمويل الدولي والدعم الفني لهذه الدول لضمان استمرار التقدم نحو القضاء على السل.

دور التكنولوجيا في مكافحة السل

يلعب التطور التكنولوجي دوراً هاماً في تعزيز جهود مكافحة السل، حيث يتم استخدام أدوات تشخيصية متقدمة وتقنيات علاجية مبتكرة لتحسين نتائج المرضى. وقد أدى استخدام تقنيات التشخيص السريع، مثل اختبارات التشخيص الجزيئي، إلى تحسين قدرة الأنظمة الصحية على الكشف المبكر عن حالات السل.

ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في البحث والتطوير لتحسين أدوات التشخيص والعلاج المتاحة، خاصة فيما يتعلق بمقاومة الأدوية المتعددة.

من المتوقع أن تستمر منظمة الصحة العالمية في مراقبة الوضع وتقديم التقارير الدورية حول تقدم مكافحة السل. وفي ضوء التحديات المستمرة، سيكون من المهم متابعة التطورات المتعلقة بتمويل البرامج الصحية وتطوير استراتيجيات مبتكرة لمكافحة المرض. وتظل التحديات قائمة، خاصة مع استمرار تأثير جائحة كوفيد-19 على النظم الصحية حول العالم. وفي ظل هذه التحديات، يتطلع الجميع إلى الجهود المستمرة من قبل المنظمات الصحية العالمية والشركاء الدوليين لضمان تحقيق الأهداف المنشودة في مكافحة السل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى