لا يبرحون خيامهم.. المطر والحصار يعصفان بذوي الإعاقة في غزة

مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، كشف المنخفض الجوي الأخير عن معاناة مضاعفة يعيشها ذوو الإعاقة، الذين يمثلون جزءًا بالغ الأهمية من المجتمع الفلسطيني. فقد أظهرت الأحوال الجوية القاسية مدى هشاشة الظروف المعيشية التي يواجهونها، خاصةً في ظل النقص الحاد في المساعدات والمأوى المناسب. وتعاني هذه الفئة من تحديات إضافية في الحصول على الاحتياجات الأساسية وسط الدمار والنزوح.
تفاقم معاناة ذوي الإعاقة في قطاع غزة
أفادت تقارير صحفية، بما في ذلك تقرير لمراسل الجزيرة رامي أبو طعيمة، بأن مياه الأمطار الغزيرة قد تسببت في إغراق مخيمات النازحين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وخاصة في دير البلح. وقد أدى ذلك إلى تدمير ممتلكاتهم القليلة وتعريض حياتهم للخطر. يعيش العديد من ذوي الإعاقة في خيام غير مجهزة لمواجهة الظروف الجوية الصعبة، مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والإصابات.
نقص الاحتياجات الأساسية
يشكو ذوو الإعاقة في غزة من نقص حاد في الملابس الشتوية الدافئة، والأسرة الطبية المناسبة، والكراسي المتحركة، والبطانيات، والفرش. هذا النقص يجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة وتحديًا، خاصةً مع انخفاض درجات الحرارة وتفاقم الظروف الصحية. كذلك، يعانون من صعوبة في التنقل بسبب تدمير الطرق والبنية التحتية، مما يحد من قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والغذاء.
يواجه ذوو الإعاقة صعوبات جمة في الحصول على الرعاية الصحية المتخصصة التي يحتاجونها نظرًا لتضرر المستشفيات والعيادات في غزة بسبب القصف. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لعلاجهم. وبحسب منظمات حقوق الإنسان، فإن نسبة الإعاقة في قطاع غزة أعلى من المتوسط العالمي بسبب الحروب المتكررة والظروف المعيشية الصعبة.
تأثير وقف القتال المحدود
على الرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة دولية الشهر الماضي، إلا أن الوضع الإنساني في غزة لم يشهد تحسنًا كبيرًا. فإسرائيل لم تلتزم بتعهداتها بإدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الخيام والمساعدات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، مما أدى إلى استمرار معاناة السكان. ورغم دخول بعض الشاحنات، إلا أن الكميات لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
يُضاف إلى ذلك، أن الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويحد من حركة الأشخاص والبضائع. يؤدي الحصار إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويجعل حياة ذوي الإعاقة أكثر صعوبة. وقد طالبت العديد من المنظمات الدولية برفع الحصار عن غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود. حالة **النازحين** تزداد سوءًا مع عدم توفر المأوى اللائق.
بالإضافة إلى التحديات المادية، يواجه ذوو الإعاقة تحديات نفسية واجتماعية كبيرة بسبب الحرب والنزوح. يعانون من القلق والاكتئاب والتوتر، كما أنهم يشعرون بالعزلة والتمييز. وهناك حاجة ماسة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم لمساعدتهم على التغلب على هذه الصعوبات. ويرتبط هذا الدعم بشكل مباشر بتحسين **جودة الحياة** لهذه الفئة الهشة.
تتزايد المخاوف بشأن تدهور الوضع الصحي لذوي الإعاقة بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية. هناك خطر كبير من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة في المخيمات والمدن المدمرة. ويحتاجون إلى تدخل عاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية وحماية صحتهم.
من المتوقع أن تستمر جهود الوساطة الدولية لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية في غزة، بما في ذلك زيادة إدخال المساعدات وتوفير المأوى المناسب لذوي الإعاقة. من المهم مراقبة التطورات على الأرض وتقييم مدى التزام إسرائيل بتعهداتها. في الوقت نفسه، يجب على المجتمع الدولي مواصلة الضغط على جميع الأطراف لإنهاء العنف وضمان حماية حقوق الإنسان لجميع الفلسطينيين.





