%8 نسبة نمو حجم التبادل التجاري بين الكويت والمملكة المتحدة العام الماضي

أكد سفير الكويت لدى المملكة المتحدة، بدر المنيخ، على أهمية تعزيز التعاون بين رواد الأعمال الكويتيين الشباب والمملكة المتحدة، بهدف جذب الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي. جاء ذلك خلال فعالية استضافتها السفارة الكويتية في لندن، ونظمها برنامج “مجمع الكويت التقني لريادة الأعمال”، والتي سلطت الضوء على بيئة الأعمال الرقمية والشركات الناشئة في الكويت. وتأتي هذه الجهود في إطار سعي الكويت لتنويع اقتصادها وتحقيق أهداف رؤية 2035.
تعزيز التعاون الكويتي البريطاني في مجال ريادة الأعمال
استضافت السفارة الكويتية في لندن فعالية جمعت بين رواد الأعمال والمستثمرين والمسؤولين من كلا البلدين، بهدف استعراض الفرص المتاحة في قطاع الشركات الناشئة الرقمية. وشدد السفير المنيخ في كلمته على الدور المتزايد الذي يلعبه رواد الأعمال الشباب في دفع عجلة النمو الاقتصادي في الكويت، مؤكدًا أن هذه الفعالية تمثل منصة حيوية لتبادل الخبرات وتوقيع شراكات استثمارية جديدة. وتعتبر المملكة المتحدة وجهة جاذبة للاستثمارات الكويتية، نظرًا لمناخها الاقتصادي المستقر وبنيتها التحتية المتطورة.
نمو التبادل التجاري بين الكويت والمملكة المتحدة
أظهرت البيانات أن حجم التبادل التجاري بين الكويت والمملكة المتحدة شهد نموًا ملحوظًا بنسبة 8% خلال عام 2024، وفقًا لتقارير وزارة التجارة والصناعة الكويتية. ويعزى هذا النمو ليس فقط إلى نشاط الشركات الكبرى، بل أيضًا إلى المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تدعم الابتكار وتوفر فرص عمل جديدة. يشير هذا التوجه إلى تحول في هيكل التبادل التجاري، مع تزايد أهمية الشركات الناشئة كقوة دافعة للنمو.
وعرضت خمسة فرق كويتية ناشئة مشاريعها الرقمية خلال الفعالية، وهي “كونت تم” و”إرليوم” و”برينتلي” و”شوبليتيكس” و”تفصيل”. وتعمل هذه المشاريع في مجالات متنوعة تدعم التحول الرقمي في الكويت، بما يتماشى مع أهداف “رؤية الكويت 2035” التي تركز على تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
يأتي تنظيم هذه الفعالية في سياق برنامج “مجمع الكويت التقني لريادة الأعمال” الذي يهدف إلى دعم وتطوير الشركات الناشئة في الكويت. وقد فازت هذه الفرق بالرحلة إلى لندن كجزء من هذا البرنامج، بهدف التعرف على منظومة الشركات الناشئة في المملكة المتحدة والاستفادة من خبراتها.
أهمية الشركات الناشئة في تحقيق التنمية الاقتصادية
تلعب الشركات الناشئة دورًا حيويًا في تحقيق التنمية الاقتصادية، وذلك من خلال إيجاد حلول مبتكرة للتحديات القائمة، وتوفير فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية. وتعتبر الكويت من بين الدول التي تشجع على نمو هذا القطاع، من خلال توفير الدعم المالي والفني والإداري لرواد الأعمال الشباب. يضاف إلى ذلك، الجهود الحكومية لتسهيل إجراءات تأسيس الشركات الناشئة وتبسيط اللوائح التنظيمية.
وتستهدف “رؤية الكويت 2035” تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي، يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا. ومن خلال دعم الشركات الناشئة الرقمية، تسعى الكويت إلى تحقيق هذا الهدف وتعزيز مكانتها التنافسية في المنطقة. تُعد الاستثمارات في القطاعات الرقمية محورية لتحقيق التنويع الاقتصادي، وفقًا لمحللين اقتصاديين.
يهدف برنامج «مجمع الكويت التقني لريادة الأعمال» أيضًا إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين رواد الأعمال الكويتيين ونظرائهم البريطانيين. ويعتبر هذا التبادل ضروريًا لتطوير قدرات رواد الأعمال الكويتيين وتمكينهم من المنافسة في الأسواق العالمية. كما يساهم في خلق بيئة محفزة للابتكار والإبداع في الكويت.
وتعد الفعالية خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكات الاستثمارية بين البلدين في مجال الشركات الناشئة. ومع تزايد الاهتمام بالتحول الرقمي في الكويت، من المتوقع أن تزداد فرص التعاون بين الشركات الكويتية والبريطانية في هذا المجال. وتشهد المنطقة بشكل عام اهتمامًا متزايدًا بتمويل الشركات الناشئة.
من المؤمل أن تستتبع هذه الفعالية المزيد من المبادرات المشتركة لتعزيز التعاون في مجال ريادة الأعمال، بما في ذلك تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية للشباب الكويتي، وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات المشتركة. وستراقب الجهات المعنية مدى تأثير هذه المبادرات على جذب الاستثمارات الجديدة وتوفير فرص عمل مستدامة.
في الختام، من المتوقع أن يعقد برنامج “مجمع الكويت التقني لريادة الأعمال” اجتماعًا تقييميًا في غضون ثلاثة أشهر لمراجعة نتائج الفعالية وتقييم أثرها على الشركات الناشئة المشاركة. وستركز الجهود المستقبلية على متابعة المشاريع المعروضة وتوفير الدعم اللازم لتحقيقها على أرض الواقع، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المحتملة التي قد تواجهها هذه الشركات.



