افتتح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين برعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، وذلك تحت شعار “وطن الكتاب.. عاصمة الثقافة”. يمثل هذا المعرض، الذي يقام تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حدثاً ثقافياً بارزاً في الكويت والمنطقة، ويسلط الضوء على أهمية دعم الكتاب والثقافة في المجتمع. وشهد المعرض مشاركة واسعة من دول مختلفة وناشرين وعشاق الأدب.
أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، في حفل الافتتاح، أن دولة الكويت تولي أهمية قصوى بتوفير الدعم اللازم للمجالين الثقافي والإعلامي، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المختلفة لتقديم صورة مشرقة عن الثقافة الكويتية. جاء ذلك بحضور وزير الإعلام العُماني الدكتور عبدالله الحراصي، وعدد من الدبلوماسيين والشخصيات البارزة.
مشاركة دولية واسعة في معرض الكتاب
شارك في المعرض هذا العام 33 دولة، بتعداد 433 جناحاً، و611 مشاركاً، مع عرض أكثر من 287 ألف عنوان كتاب. يمثل هذا زيادة ملحوظة تقدر بـ 35 ألف عنوان مقارنة بالدورة السابقة، مما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل المثقفين والناشرين بدعم الثقافة والمعرفة. وتنوعت العروض لتشمل مختلف أنواع الأدب والفكر، بما في ذلك الروايات والشعر والدراسات التاريخية والفلسفية.
أشار الوزير المطيري إلى التكامل الوثيق بين الكويت وسلطنة عمان، ضيف الشرف في المعرض، والتبادل الثقافي المتميز بين البلدين. وأوضح أن اختيار المستشار محمد بن الزبير، الشخصية الثقافية للمعرض، يأتي تقديراً لمسيرته الحافلة وإسهاماته الكبيرة في خدمة الثقافة العربية.
فعاليات ثقافية مصاحبة للمعرض
تضمن المعرض مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية المصاحبة، مثل “الرواق الثقافي” و”المقهى الثقافي” و”جناح الطفل”. تهدف هذه الأنشطة إلى توفير منصة للمثقفين والكتاب والناشرين للتفاعل وتبادل الأفكار، وتشجيع القراءة والمعرفة لدى جميع الفئات العمرية. وقد لاقت هذه الفعاليات إقبالاً كبيراً من الزوار.
أكد الوزير المطيري على الدور المحوري لوسائل الإعلام في نقل فعاليات المعرض وتسليط الضوء على أهمية دعم المساحات الثقافية في دولة الكويت. وأشاد بالتعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني في تنظيم المعرض وإنجاحه.
يأتي تنظيم المعرض في وقت تشهد فيه الكويت استعدادات مكثفة للاحتفال باختيارها “عاصمة للثقافة والإعلام العربي” لعام 2025. وقد شهدت البلاد العديد من الفعاليات الثقافية والمشاركات من دول مختلفة في إطار هذه الاحتفالات. ويعكس هذا الزخم الثقافي مكانة الكويت كمنارة ثقافية ورائدة في مجال الإعلام والثقافة في المنطقة.
أهمية دعم صناعة النشر والشباب
شدد مدير معرض الكويت للكتاب، خليفة الرباح، على أن المعرض يمثل فرصة لتعزيز صناعة النشر في الكويت والمنطقة العربية. وأشار إلى مشاركة 84 دار نشر في المعرض هذا العام، بالإضافة إلى العديد من الخبراء في مجال النشر والإعلام. كما أعلن عن إطلاق برنامج مهني للناشرين العرب، ومبادرة “أنا المؤلف” لدعم الأطفال وتشجيعهم على التأليف. وتعتبر هذه المبادرات جزءاً من جهود المعرض لتطوير صناعة النشر وتقديم الدعم اللازم للعاملين فيها.
وبين الرباح أن الرسالة الرئيسية للمعرض تتجاوز مجرد بيع الكتب، مؤكداً أنه يهدف إلى نشر الثقافة والفكر والإبداع. وأشار إلى أن إدارة المعرض اختارت بعناية أفضل دور النشر من مختلف الدول لتقديم مجموعة متنوعة من العناوين الجديدة والمتميزة.
أكد السفير العماني لدى الكويت، الدكتور صالح الخروصي، على أهمية مشاركة سلطنة عمان كضيف شرف في المعرض، واعتبرها فرصة لتوطيد العلاقات الثقافية بين البلدين. وأشار إلى أن سلطنة عمان تحرص على عرض التراث الثقافي الغني والتنوع الفني الذي تتميز به، من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والعروض.
وفي الختام، من المتوقع أن تستمر فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب لعدة أيام، مع توقعات باستقطاب المزيد من الزوار والمشاركين. وسيتم تقييم نتائج المعرض في نهاية فعالياته، بهدف التخطيط للدورات القادمة وتحسين الأداء. وتشكل هذه الدورة نقطة انطلاق مهمة للاحتفالات بـ”الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025″، مما يعكس التزام البلاد بدعم الثقافة وتعزيز الإبداع.
