صحيفة إسرائيلية: بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات

تزايدت الضغوط السعودية على الإدارة الأمريكية لإنهاء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، حيث تسعى الرياض إلى الحصول على تعهد واضح وملزم ببدء محادثات جادة بهدف إقامة دولة فلسطينية خلال خمس سنوات كحد أقصى. يأتي هذا الجهد بالتزامن مع مناقشات محتملة حول تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والتي تشترط الرياض حلًا دائمًا للقضية الفلسطينية.
وبحسب تقارير إعلامية، فقد أبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الجانب الأمريكي هذا الشرط عقب لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتشير هذه التقارير إلى أن الرياض تتوقع ضمانات رسمية من واشنطن بخصوص بدء مفاوضات جادة حول إقامة دولة فلسطينية، مع تحديد سقف زمني لإنجاز هذا الهدف.
التطبيع مع إسرائيل مرتبط بحل الدولتين
تعتبر القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا في أي ترتيبات للتطبيع بين السعودية وإسرائيل. الرياض تؤكد باستمرار على أن تحقيق السلام الدائم في المنطقة يتطلب إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الموقف يعكس التزام المملكة التاريخي بالقضية الفلسطينية ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من كل من السعودية أو الولايات المتحدة يؤكد أو ينفي هذه التقارير. هذا الصمت يزيد من التكهنات حول طبيعة المباحثات الجارية والنتائج المتوقعة.
أهمية الضغط السعودي
يأتي هذا الضغط السعودي في وقت تشهد فيه عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين جمودًا تامًا. الجهود الدولية المتكررة لإعادة إطلاق المفاوضات باءت بالفشل، بسبب الخلافات العميقة حول القضايا الرئيسية مثل الحدود والمستوطنات والقدس.
يعتبر تدخل السعودية، نظرًا لمكانتها الإقليمية وتأثيرها، فرصة جديدة لإحياء عملية السلام. ومع ذلك، فإن نجاح هذا المسعى يعتمد على استعداد جميع الأطراف المعنية للعودة إلى طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات متبادلة.
ردود الفعل الإسرائيلية
أشارت بعض التقارير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين قللوا من أهمية هذه التصريحات، معتبرين أنها لا تمثل التزامًا رسميًا من جانب الإدارة الأمريكية. إسرائيل تكرر رفضها للتنازلات التي قد تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وتصر على الحفاظ على سيطرتها على القدس الشرقية والمستوطنات في الضفة الغربية.
في المقابل، يرى البعض أن الضمانات الأمريكية الرسمية قد تزيد من فرص تحقيق رؤية السعودية للسلام. هذا السيناريو يتطلب تغييرًا في الموقف الإسرائيلي وتخليها عن بعض المطالب التي تعيق عملية السلام.
مفاوضات التطبيع المحتملة
تعتبر مفاوضات التطبيع المحتملة بين السعودية وإسرائيل خطوة تاريخية في المنطقة. إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإنه قد يغير بشكل جذري ميزان القوى في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق لن يكون مستدامًا إلا إذا تم ربطه بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
العديد من المراقبين يرون أن القضية الفلسطينية هي “حجر الزاوية” في أي ترتيبات للتطبيع. الرياض لا ترغب في أن يتم التطبيع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته في إقامة دولته المستقلة.
من المتوقع أن تستمر المباحثات بين السعودية والإدارة الأمريكية في الأسابيع القادمة، بهدف التوصل إلى تفاهمات حول كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية في إطار مفاوضات التطبيع المحتملة. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستوافق على تقديم ضمانات رسمية للرياض، وما إذا كانت إسرائيل ستغير موقفها من القضية الفلسطينية. المستقبل سيحمل إجابات لهذه الأسئلة، وسيكون من المهم متابعة التطورات عن كثب.





