أعلنت الكويت وفيتنام عن رفع مستوى علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية، مؤكدة التزامهما بتوسيع التعاون الثنائي في مجالات حيوية مثل التقنيات الناشئة والأمن الغذائي. جاء هذا الإعلان خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه للكويت، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة دفعة قوية للعلاقات الكويتية الفيتنامية، التي تمتد منذ عام 1976.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الكويت وفيتنام
أكدت الكويت وجمهورية فيتنام الاشتراكية على رغبتهما المشتركة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وذلك استنادًا إلى الروابط المتينة التي تجمع البلدين. يهدف هذا الارتقاء إلى تعزيز المصالح المشتركة وتلبية تطلعات الشعبين الصديقين، وفقًا لما جاء في البيان المشترك الصادر عن الجانبين.
استقبل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، حيث جرت مناقشات حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. كما أعرب رئيس الوزراء الفيتنامي عن تهانيه للقيادة الكويتية على نجاح رئاسة الكويت للدورة الخامسة والأربعين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مجالات التعاون الجديدة
اتفق الجانبان على توسيع آفاق التعاون ليشمل مجالات متعددة، بما في ذلك التقنيات الناشئة، والوسائط الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي. يُعد الأمن الغذائي مجالًا حيويًا للتعاون، حيث سيتم استكشاف مشروعات مشتركة في سلاسل الإمداد والإنتاج والتخزين لضمان استقرار إمدادات الغذاء.
بالإضافة إلى ذلك، تم بحث سبل تطوير التعاون في قطاع الطاقة، مع التركيز على استكشاف وتطوير النفط والغاز، والصناعات البتروكيماوية، والطاقة المتجددة. يُعد مشروع مصفاة ومجمع بتروكيماويات نغي سون مشروعًا استراتيجيًا يحظى باهتمام خاص من الجانبين، مع التأكيد على أهمية التنسيق لإعادة الهيكلة المالية والإدارية للمصفاة.
كما رحب الجانب الفيتنامي بالمساعدات الإنمائية التي يقدمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، معربًا عن تطلعه لمواصلة هذه المساعدات في إقامة مشاريع تساهم في تحسين البنية التحتية في فيتنام. ويعتبر الصندوق الكويتي شريكًا رئيسيًا في دعم التنمية المستدامة في العديد من الدول.
تنسيق المواقف الدولية والاحتفال باليوبيل الذهبي
أشاد الجانبان بالتنسيق القائم بينهما في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، مؤكدين التزامهما بتعزيز التعاون ودعم مواقف بعضهما البعض. ويشمل ذلك التعاون في إطار الشراكة المتنامية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، اتفق الجانبان على أن عام 2026 سيكون مناسبة لإحياء مرور خمسين عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وفيتنام، وذلك في إطار الاحتفال باليوبيل الذهبي للصداقة الكويتية الفيتنامية. من المتوقع أن يشمل هذا الاحتفال تنظيم فعاليات ومؤتمرات لتعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين.
كما رحب الجانبان بالإعلان عن وثيقة الشروط المرجعية لبدء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي وفيتنام، والتي من شأنها توسيع التجارة والاستثمار وتعميق الترابط الاقتصادي بين الجانبين. ويعتبر هذا الإعلان خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي.
أخيرًا، أشاد الجانب الفيتنامي بالدور النشط الذي تلعبه الكويت في حوار التعاون الآسيوي (ACD)، بينما أكد الجانب الكويتي على أهمية مواصلة الجهود لاستكشاف إمكانية تطوير هذا الحوار إلى منظمة إقليمية فاعلة.
من المتوقع أن يتم تشكيل لجان فنية مشتركة خلال الأشهر القادمة لتحديد آليات تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها. كما سيتم التركيز على إزالة العقبات التي تعيق الاستثمار المشترك وتسهيل حركة التجارة بين البلدين. يبقى التطورات المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة والمشاورات حول مشروع مصفاة نغي سون من الأمور التي يجب متابعتها عن كثب.
