ليبيا تعلن تأسيس الهيئة العليا للرئاسات لتوحيد القرار الوطني

أعلن المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية والمجلس الأعلى للدولة اليوم الخميس عن تشكيل “الهيئة العليا للرئاسات”، وهي خطوة تهدف إلى توحيد السلطة السيادية العليا في البلاد وتعزيز الاستقرار السياسي. يأتي هذا الإعلان في ظل جهود مستمرة لإنهاء الانقسامات السياسية وتحقيق توافق وطني شامل، ويهدف إلى تنسيق الجهود في الملفات الاستراتيجية الهامة التي تواجه ليبيا. هذه السلطة السيادية الجديدة ستلعب دوراً محورياً في المرحلة القادمة.
عقد الاجتماع الذي أثمر عن هذا الإعلان في طرابلس، بحضور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة. ووفقاً لبيان مشترك، فإن تأسيس الهيئة يمثل مقاربة وطنية مشتركة لتوحيد القرار الوطني وتعزيز الانسجام المؤسسي بين السلطات المختلفة في البلاد. هذا التنسيق يهدف إلى تجاوز العقبات التي تعيق تحقيق الاستقرار والازدهار في ليبيا.
“منهجية موحدة” لصنع القرار الوطني
تهدف الهيئة العليا للرئاسات إلى تطوير منهجية موحدة لصنع القرار الوطني الليبي، وتنسيق المواقف الرسمية في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية. وتشمل مهامها بلورة سياسات مشتركة تحافظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقرارها، دون الحاجة إلى إنشاء أي كيانات إضافية أو زيادة الأعباء الهيكلية على الدولة. هذا التركيز على الكفاءة والوحدة يمثل نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي الليبي.
أهداف الهيئة الرئيسية
تتضمن الأهداف الرئيسية للهيئة، وفقاً للبيان المشترك، تعزيز التنسيق بين السلطات المختلفة، وتوحيد الرؤى حول القضايا المصيرية، وتطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الهيئة إلى بناء الثقة بين الليبيين وتعزيز الوحدة الوطنية، وهو أمر ضروري لتحقيق الاستقرار الدائم.
وشدد الموقعون على البيان أن تأسيس الهيئة يأتي استجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة، ويعكس التزاماً بتجاوز الانقسامات والعمل بروح المسؤولية الوطنية. كما دعوا المؤسسات السيادية الأخرى إلى الانضمام إلى هذا المسار التنسيقي، بما يعزز الاستقرار ويصون المصالح العليا للدولة الليبية. هذا التوجه نحو الشمولية يهدف إلى ضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية في عملية صنع القرار.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه ليبيا انقساماً بين حكومتين متنافستين، مما يعيق جهود تحقيق الاستقرار والتنمية. حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة تتخذ من طرابلس مقراً لها، بينما تدير حكومة أخرى عينها مجلس النواب من بنغازي. هذا الوضع المعقد يتطلب جهوداً مضاعفة لتوحيد الصفوف وتحقيق توافق وطني شامل. الوضع السياسي في ليبيا لا يزال هشاً ويتطلب حواراً مستمراً.
التحديات السياسية التي تواجه ليبيا متعددة، وتشمل الصراع على السلطة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الجماعات المسلحة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن تشكيل الهيئة العليا للرئاسات يمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الهيئة، بما في ذلك بناء الثقة بين الأطراف المتنافسة، وتجاوز الخلافات العميقة، وتحقيق توافق حول القضايا المصيرية.
من المتوقع أن تعقد الهيئة العليا للرئاسات اجتماعاً قريباً لوضع خطة عمل مفصلة لتنفيذ مهامها. وستركز الخطة على تحديد الأولويات، وتوزيع المسؤوليات، ووضع آليات للمتابعة والتقييم. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستتعامل الهيئة مع التحديات المتوقعة، وكيف ستضمن مشاركة جميع الأطراف المعنية في عملية صنع القرار. الاستقرار في ليبيا يعتمد على قدرة الهيئة على التغلب على هذه التحديات.
في الختام، يمثل تشكيل الهيئة العليا للرئاسات خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية في ليبيا. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الهيئة، ويتطلب تحقيق النجاح جهوداً مضاعفة وتعاوناً من جميع الأطراف المعنية. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تطورات هامة في هذا الصدد، وسيكون من الضروري متابعة هذه التطورات عن كثب لتقييم فرص نجاح هذه المبادرة.





