6 إشارات جسدية تكشف مبكراً خطر الإصابة بالسكري

يشير ظهور بعض العلامات الجسدية إلى احتمال الإصابة بـمقاومة الأنسولين، وهي حالة صحية متزايدة الانتشار تسبق غالباً تطور مرض السكري من النوع الثاني. وتعتبر هذه العلامات بمثابة إنذارات مبكرة يمكن أن تساعد الأفراد على اتخاذ خطوات وقائية لتحسين صحتهم. وقد سلطت مؤثرة على تطبيق تيك توك، جايد ريفرز، الضوء على هذه المؤشرات، مؤكدةً على أهمية تغيير نمط الحياة في الوقاية من تطور المرض.
تأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد عدد المصابين بالسكري على مستوى العالم، خاصةً في منطقة الخليج العربي. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يبلغ عدد المصابين بالسكري حوالي 537 مليون شخص، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 783 مليونًا بحلول عام 2045. لذا فإن الانتباه إلى هذه الأعراض المبكرة أمر بالغ الأهمية.
فهم مقاومة الأنسولين وأهمية الكشف المبكر
مقاومة الأنسولين تحدث عندما لا تستجيب خلايا الجسم بشكل فعال للأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. نتيجة لذلك، يحتاج البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الأنسولين للحفاظ على مستويات السكر طبيعية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إجهاد البنكرياس وفي النهاية إلى الإصابة بمرض السكري. الكشف المبكر عن هذه المقاومة يسمح بتدخلات مبكرة تهدف إلى تحسين حساسية الأنسولين وتقليل خطر الإصابة بالسكري.
علامات تحذيرية مبكرة يجب الانتباه إليها
أشارت جايد ريفرز، التي تقول إنها تعافت من مقاومة الأنسولين، إلى عدة علامات جسدية يمكن أن تشير إلى وجود المشكلة. وتشمل هذه العلامات بقعًا داكنة على الجلد، والمعروفة باسم الشواك الأسود، والتي تظهر غالبًا في مناطق مثل الإبطين والرقبة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الزوائد الجلدية الصغيرة المتكررة مؤشرًا على وجود مقاومة للأنسولين، وفقًا لما ذكرته هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS).
زيادة محيط الخصر تعتبر أيضاً من العلامات الهامة؛ حيث أن تراكم الدهون الحشوية حول البطن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. توصي الإرشادات الصحية بأن لا تتجاوز نسبة الخصر إلى الطول 0.5، وأن تعتبر النسبة 0.6 أو أكثر بمثابة تحذير.
من ناحية أخرى، قد يشير تورم القدمين إلى مشاكل في الدورة الدموية والأعصاب المرتبطة بالسكري. يجب تقييم التورم المزمن طبيًا لاستبعاد أي مشاكل في القلب أو الكلى أو الأوردة.
كما أن انقطاع النفس أثناء النوم، والذي غالبًا ما يرتبط بزيادة الوزن، يمكن أن يقلل من مستويات الأكسجين في الدم ويزيد من مقاومة الأنسولين. تشمل أعراض انقطاع النفس الشخير الشديد، والشعور بالاختناق أثناء النوم، والتعب الشديد عند الاستيقاظ.
وأخيرًا، قد يشير تراكم الدهون في مؤخرة الرقبة والكتفين، المعروف باسم “حدبة الجاموس”، إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، والذي يرتبط بمتلازمة كوشينغ وارتفاع مستويات السكر في الدم.
من المهم التأكيد على أن هذه العلامات ليست تشخيصًا نهائيًا، بل هي إشارات تستدعي الانتباه والمتابعة الطبية.
الوقاية من مقاومة الأنسولين والسكري
تؤكد الخبراء على أن تغيير نمط الحياة يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من مقاومة الأنسولين والسكري. يشمل ذلك تحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتنظيم النوم، والحفاظ على وزن صحي.
اتباع نظام غذائي غني بالألياف والبروتين والدهون الصحية، مع تقليل تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة، يمكن أن يساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
ينصح أيضًا بممارسة النشاط البدني لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً، حيث أن التمارين الرياضية تساعد في تحسين استخدام الجسم للجلوكوز وخفض مستويات السكر في الدم.
هناك علاقة وثيقة بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بـمقاومة الأنسولين؛ لذلك فإن التحكم في الوزن من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة أمر ضروري.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن مكملات غذائية معينة مثل الكروم والمغنيسيوم قد تساعد في تحسين حساسية الأنسولين، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات.
في الختام، فإن الانتباه إلى العلامات التحذيرية المبكرة لـمقاومة الأنسولين واتخاذ خطوات استباقية لتحسين نمط الحياة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري. من المتوقع أن تطلق وزارة الصحة حملات توعية واسعة النطاق حول هذا الموضوع خلال الأشهر القادمة، مع التركيز على أهمية الفحص الدوري وتعديل العادات الصحية. لا تزال الأبحاث مستمرة لتحديد المؤشرات الحيوية الأكثر دقة للكشف عن مقاومة الأنسولين وتطوير استراتيجيات وقائية أكثر فعالية.





