Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

نزوح متواصل من التفاح والشجاعية وعمليات نسف جنوبي وشمالي غزة

نزحت العشرات من العائلات الفلسطينية من مناطق شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع استمرار التوتر الميداني وتوغل القوات الإسرائيلية في مناطق كانت خاضعة لوقف إطلاق النار. وتأتي هذه التحركات بعد عمليات تفجير وتدمير واسعة النطاق نفذها الجيش الإسرائيلي، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن مستقبل الهدنة ووضع المدنيين في القطاع. وتعتبر عمليات النزوح هذه نتيجة مباشرة لتصعيد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية، مما يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية في غزة.

وقد أكدت مصادر ميدانية أن قوات إسرائيلية تقدمت في أحياء التفاح والشجاعية، مع استمرار القصف المدفعي ونسف المباني، مما دفع السكان إلى الفرار بحثًا عن الأمان. وتزامنت هذه التطورات مع إعلان إسرائيلي عن عمليات عسكرية محتملة في رفح جنوب قطاع غزة، الأمر الذي يثير قلقًا بالغًا بشأن مصير مئات الآلاف من النازحين المتكدسين في المدينة.

تدهور الأوضاع الإنسانية مع استمرار التوغل الإسرائيلي

ووفقًا لشهود عيان، فإن عمليات النزوح بدأت تتزايد بشكل ملحوظ منذ يوم الأربعاء، حيث اضطرت العائلات إلى ترك منازلها ومخيمات النزوح تحت وطأة القصف والدمار. ويواجه النازحون صعوبات جمة في العثور على مأوى آمن وغذاء وماء، في ظل نقص حاد في الموارد الإنسانية.

وأضاف المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، أن القوات الإسرائيلية وسعت نطاق ما يسمى بـ “المنطقة الصفراء” في أحياء التفاح والشجاعية، مما أدى إلى زيادة الضغط على السكان المحليين وتقييد حركتهم. وأشار إلى أن هذه الإجراءات تمثل عملية تضييق ممنهجة على المدنيين، وتزيد من معاناتهم.

عمليات عسكرية في مناطق مختلفة من غزة

لم تقتصر الأنشطة العسكرية الإسرائيلية على أحياء التفاح والشجاعية، بل امتدت لتشمل مناطق أخرى في قطاع غزة. فقد أفاد مراسلون بأن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات نسف واسعة النطاق في المنطقة الخاضعة لسيطرته شمال مخيم البريج، بالإضافة إلى قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف في محيط مدينتي خان يونس ورفح.

وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يركز جهوده على تدمير شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، والتي يزعم أنها تشكل تهديدًا لأمنه. النزوح المتزايد يعيق جهود الإغاثة ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وفي سياق متصل، أعلنت حركة حماس أنها تندد بشدة بالعمليات الإسرائيلية التي تستهدف المناطق السكنية، وتعتبرها “إبادة ممنهجة” لما تبقى من مظاهر العمران. ودعت الحركة الوسطاء الضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى التدخل الفوري لوقف هذه التجاوزات.

وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وتبرر عملياتها العسكرية بأنها ضرورية لتحقيق أهدافها الأمنية. الوضع في غزة يظل معقدًا للغاية، مع استمرار التوتر الميداني وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل الهدنة.

مخاوف متزايدة بشأن رفح

تثير التهديدات الإسرائيلية بشن عمليات عسكرية في رفح قلقًا بالغًا، نظرًا لأن المدينة تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، يعيشون في ظروف مأساوية. وتخشى المنظمات الإنسانية من أن يؤدي أي تصعيد عسكري في رفح إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وتدعو هذه المنظمات إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين في قطاع غزة. النزوح القسري يمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، ويجب على جميع الأطراف الالتزام باحترام حقوق المدنيين.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حوالي 80 مسلحًا بقوا عالقين في أنفاق رفح، وأن الجيش يواصل جهوده لتحديد مواقعهم والقضاء عليهم. ومع ذلك، يثير هذا الأمر تساؤلات حول التكلفة الإنسانية المحتملة لهذه العمليات.

في الختام، يظل الوضع في قطاع غزة هشًا للغاية، مع استمرار التوتر الميداني وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل الهدنة. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التطورات، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي أنشطته العسكرية، بينما تحاول الفصائل الفلسطينية الحفاظ على وقف إطلاق النار. ويجب على المجتمع الدولي بذل جهود مكثفة لتهدئة الأوضاع ومنع وقوع كارثة إنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى