هل تسبب طقطقة الأصابع التهاب المفاصل؟ خبير يوضح الحقائق الطبية بعيداً عن الخرافات

تعتبر طقطقة الأصابع سلوكًا شائعًا لدى الكثيرين، غالبًا ما يرتبط بالتوتر أو العادة. ومع ذلك، لا يزال هذا الفعل موضع جدل واسع النطاق بسبب الاعتقاد السائد بأنه قد يؤدي إلى التهاب المفاصل أو ضعف قوة اليد. قام الدكتور سيد نديم عباس، المتخصص في إدارة آلام المفاصل والعلاجات المعتمدة على الخلايا الجذعية، بتقديم توضيحات علمية حول هذه الممارسة الشائعة.
ينتشر هذا السلوك بين مختلف الفئات العمرية وفي مناطق جغرافية متعددة، مما يثير تساؤلات حول تأثيره على صحة المفاصل على المدى الطويل. تزايد الاهتمام بهذا الموضوع دفع الخبراء إلى إجراء دراسات وأبحاث لفهم الآليات الكامنة وراء طقطقة الأصابع وتحديد ما إذا كانت تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الأفراد.
هل تسبب طقطقة الأصابع التهاب المفاصل؟
أكد الدكتور عباس أنه لا يوجد دليل علمي قاطع يربط بشكل مباشر بين طقطقة الأصابع والإصابة بالتهاب المفاصل. الصوت الناتج عن هذه الممارسة، وفقًا للدكتور عباس، ينتج عن تشكل فقاعات غازية داخل السائل الزليلي الذي يحيط بالمفاصل، ثم انهيار هذه الفقاعات نتيجة لتغير الضغط. هذا الأمر يختلف تمامًا عن الاحتكاك المباشر للعظام الذي قد يحدث في حالات التهاب المفاصل.
متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن طقطقة الأصابع غالبًا ما تكون غير ضارة، إلا أن الدكتور عباس يشدد على أهمية استشارة الطبيب في حالة ظهور أعراض مصاحبة مثل الألم أو التورم أو السخونة أو محدودية الحركة. في غياب هذه الأعراض، لا تعتبر الطقطقة مدعاة للقلق. ومع ذلك، إذا كانت الطقطقة مصحوبة بانغلاق المفصل أو تورم مستمر، فيجب إجراء فحص طبي لتقييم الحالة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى أن التهاب المفاصل يمكن أن يصيب مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال. هشاشة العظام غالبًا ما ترتبط بتقدم السن، بينما تظهر الأنواع الالتهابية مثل الروماتويد والصدفي في سن مبكرة، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتجنب تفاقم الحالة. آلام المفاصل قد تكون مؤشرًا مبكرًا على وجود مشكلة تتطلب تدخلًا طبيًا.
دور الرياضة في علاج المفاصل
أوضح الدكتور عباس أن ممارسة الرياضة بانتظام وبطريقة صحيحة تعتبر جزءًا أساسيًا من علاج التهاب المفاصل وتخفيف أعراضه. التمارين منخفضة التأثير، مثل السباحة وركوب الدراجات، بالإضافة إلى تمارين تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، تساعد في تقليل التيبس وتعزيز الدعم وتخفيف الألم. في فترات تفاقم الأعراض، يوصى بتعديل مستوى النشاط بدلاً من التوقف عن ممارسة الرياضة تمامًا.
العلاج الطبيعي يلعب دورًا هامًا في إعادة تأهيل المفاصل وتحسين وظائفها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل الحفاظ على وزن صحي وتناول نظام غذائي متوازن، في تخفيف أعراض التهاب المفاصل وتحسين جودة الحياة.
العلاجات الحديثة بالخلايا الجذعية
يشير الدكتور عباس إلى أن العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية قد تكون مفيدة لبعض المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل. تهدف هذه العلاجات إلى تعديل الاستجابة المناعية داخل المفصل وتقليل الالتهاب. ومع ذلك، يؤكد الخبير أن نتائج هذه العلاجات تكون أفضل عند دمجها مع برامج إعادة التأهيل واتباع نمط حياة صحي. هذه التقنيات لا تزال قيد التطوير والبحث، وتعتبر خيارًا علاجيًا واعدًا لبعض الحالات.
تعتبر صحة المفاصل من أهم جوانب الصحة العامة، والحفاظ عليها يتطلب اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بانتظام. الوقاية من التهاب المفاصل تبدأ باتخاذ خطوات بسيطة للحفاظ على وزن صحي وتجنب الإصابات.
في الختام، تشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن طقطقة الأصابع ليست سببًا مباشرًا لالتهاب المفاصل، ما لم تكن مصحوبة بأعراض تستدعي المتابعة الطبية. ومع ذلك، من المهم الاستمرار في إجراء البحوث والدراسات لفهم الآثار طويلة المدى لهذه الممارسة وتحديد ما إذا كانت هناك عوامل خطر أخرى مرتبطة بها. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورات جديدة في مجال علاج التهاب المفاصل، بما في ذلك العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية والتقنيات المبتكرة الأخرى.





