الحميدان: دعم التحول نحو التنمية المستدامة من خلال مشاريع «الأبحاث» الريادية

نظم معهد الكويت للأبحاث العلمية مؤخراً منتدى مهماً ناقش مستقبل استدامة الطرق في البلاد. شارك في المنتدى خبراء محليون ودوليون، بما في ذلك الرئيس الإقليمي لمنظمة الطرق العالمية (IRF) ألكساندر سيمرنو، بهدف استكشاف التحديات الحالية والفرص المتاحة لتحسين جودة وكفاءة شبكات الطرق الكويتية، وتعزيز ممارسات البناء المستدامة في هذا القطاع الحيوي. الهدف الرئيسي هو مواءمة تطوير البنية التحتية مع أهداف رؤية “كويت 2035” للتحول إلى دولة مستدامة.
عُقد المنتدى في مقر معهد الكويت للأبحاث العلمية، واستمر على مدار يوم واحد، وشهد حضوراً واسعاً من ممثلي وزارة الأشغال العامة، والجهات الحكومية المعنية، بالإضافة إلى الباحثين والمهندسين والمختصين في مجال الطرق والبنية التحتية. يأتي هذا الحدث في سياق اهتمام متزايد بالتنمية المستدامة في دولة الكويت، والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
أهمية استدامة الطرق في مواجهة التحديات الكويتية
تعد استدامة الطرق ضرورية في دولة الكويت بسبب الظروف المناخية القاسية، وارتفاع درجات الحرارة، والأحمال المرورية المتزايدة. هذه العوامل تتسبب في تدهور سريع للبنية التحتية للطرق، مما يستدعي إجراء صيانة دورية مكلفة. وبحسب دراسة حديثة للمعهد، فإن تطبيق ممارسات البناء المستدامة يمكن أن يقلل بشكل كبير من تكاليف الصيانة، ويطيل عمر الطرق الافتراضي.
مشاريع المعهد وانضمامه لمنظمة الطرق العالمية
أكد المدير العام للمعهد، د. فيصل الحميدان، على أن المعهد يولي أهمية كبيرة لدعم التحول نحو التنمية المستدامة من خلال مشاريعه البحثية الرائدة. ويشمل ذلك برنامجاً شاملاً لاستدامة الموارد وإعادة التدوير، والذي يهدف إلى تقليل الأثر البيئي لمشاريع البناء.
وأوضح الحميدان أن انضمام المعهد إلى منظمة الطرق العالمية يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف رؤية “كويت 2035”. يُتيح هذا الانضمام الوصول إلى شبكات الخبرة العالمية، وتعزيز التعاون الدولي، وتبني أفضل الممارسات الحديثة في تصميم وصيانة الطرق. بالإضافة إلى ذلك، يفتح الباب أمام برامج تدريبية متخصصة، وأنظمة تقييم معتمدة دولياً.
التركيز على الحلول المبتكرة والمواد المتقدمة
أشارت د. فتوح الرقم، المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في المعهد، إلى أن المركز يعمل على تطوير حلول مبتكرة لتعزيز متانة الطرق وزيادة عمرها الافتراضي. وتشمل هذه الحلول استخدام مواد الرصف المتقدمة، وإجراء محاكاة حرارية للإجهادات التي تتعرض لها الطرق، وتطوير مواد أسفلتية محسنة باستخدام المركبات النانوية.
وأضافت الرقم أن المركز قام بتصميم نماذج تنبؤية تساعد الجهات الحكومية في اتخاذ القرارات المناسبة، وتحديد أولويات الصيانة بناءً على تقييم دقيق لحالة الطرق. هذه النماذج تعتمد على تحليل البيانات الميدانية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أهداف برنامج البناء والبنية التحتية
من جهتها، أكدت د. شيخة السند، مدير برنامج البناء والبنية التحتية في مركز أبحاث الطاقة والبناء، أن البرنامج يهدف إلى توفير حلول عملية وقابلة للتطبيق لتلبية احتياجات الجهات الحكومية. ويركز البرنامج على رفع كفاءة شبكات الطرق، وتحسين متانتها، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة ويعزز جودة الحياة.
وذكرت السند أن مخرجات المنتدى ستساهم في وضع توصيات فنية تدعم صناع القرار، وترسم ملامح واضحة لتطوير قطاع الطرق في المستقبل. هذه التوصيات ستأخذ في الاعتبار المتغيرات المناخية والتكنولوجية، وستعزز جاهزية البنية التحتية لمواجهة التحديات المستقبلية. ومن المجالات ذات الصلة التي يُتوقع أن تشهد تطوراً ملحوظاً هي استخدام تقنيات إعادة تدوير الأسفلت (RAP) وتقنيات الرصف الذكي.
بشكل عام، يمثل المنتدى خطوة مهمة نحو تحقيق استدامة الطرق في دولة الكويت، وتعزيز البنية التحتية وفقاً لأعلى المعايير العالمية. تشير التقارير إلى أن وزارة الأشغال العامة تدرس حالياً دمج بعض التوصيات الفنية التي تم طرحها خلال المنتدى في الخطط المستقبلية لتطوير شبكات الطرق. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الخطط في الربع الأول من العام القادم، مع التركيز على مشاريع الطروق الصديقة للبيئة.
في الختام، يظل مستقبل تطوير الطرق في الكويت مرتبطاً بشكل وثيق بالتعاون المستمر بين معهد الكويت للأبحاث العلمية، ووزارة الأشغال العامة، والمنظمة الدولية للطرق، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضمان جودة وكفاءة البنية التحتية على المدى الطويل. ويتوقع متابعون أن تشهد الأشهر القادمة نقاشاً متوسعاً حول آليات تمويل هذه المشاريع، وتقييم الأثر البيئي والاقتصادي للمواد والتقنيات الجديدة.





