قيادي بحزب الله: كل الاحتمالات مفتوحة والقيادة ستدرس القرار المناسب

أعلن حزب الله عن استهداف غارة إسرائيلية لأحد قادته العاملين في “العمل الجهادي” في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى دمار في منطقة مكتظة بالسكان. يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد التوترات الحدودية بين إسرائيل ولبنان، ويثير تساؤلات حول مسار الصراع المحتمل. وتتركز المخاوف الآن على رد فعل حزب الله المحتمل، وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي. هذا العدوان الإسرائيلي يمثل تصعيداً خطيراً للوضع.
أفاد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، أن مصير العملية لم يُحسم بعد، وأن إعلاناً رسمياً سيصدر قريباً. وأشار إلى أن الهجوم تسبب في أضرار كبيرة للمناطق السكنية والتجارية، واعتبره “استباحة جديدة للبنان”. وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من الغارة التي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنها، مدعية أنها استهدفت قيادياً بارزاً في حزب الله.
تصعيد التوترات: تفاصيل العدوان الإسرائيلي
وفقاً لمصادر إسرائيلية، استهدفت الغارة هيثم الطبطبائي، الموصوف بأنه “الرجل الثاني في الحزب”. ومع ذلك، لم يؤكد حزب الله هذه الرواية بشكل رسمي. وأشارت مصادر طبية إلى وقوع شهداء وجرحى جراء الاستهداف الذي هز منطقة حارة حريك، وتلاه تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية.
ردود الفعل الأولية والتحقيقات الجارية
شدد قماطي على أن الحزب لن يكشف عن هوية المستهدف قبل التحقق من نتائج العملية بشكل كامل. وأوضح أن الصورة ستتضح خلال ساعة، وأن الإعلان النهائي سيكون عبر بيان رسمي. وأضاف أن أي تفاصيل أخرى ستظل سرية حتى إنجاز التحقيق الميداني.
وربط قماطي الهجوم بسياق عمليات التصعيد الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في الجنوب والبقاع. واتهم إسرائيل بعدم الالتزام بأي اتفاقيات، وعدم احترام الإشراف الأمريكي على تفاهمات وقف الأعمال العدائية. ويرى أن هذه التصرفات تعكس رفضاً إسرائيلياً لأي مسار تفاوضي مع الدولة اللبنانية.
تداعيات محتملة وتوقعات مستقبلية
تزامنت تصريحات قماطي مع تقارير إسرائيلية وصفت العملية بأنها محاولة اغتيال ناجحة. كما أفادت وسائل إعلام عبرية عن رفع جاهزية منظومات الدفاع تحسباً لرد محتمل من حزب الله. وتضاربت الأنباء حول طبيعة التنسيق مع واشنطن، بين تأكيدات بالإخطار المسبق ونفي ذلك.
وأكد قماطي أن تقييم القيادة لما جرى سيحدد المسار المقبل. وأوضح أن نجاح الاغتيال -إذا تأكد- يجعل “كل الاحتمالات مفتوحة”. وأضاف أن الحزب سيدرس القرار المناسب بما يتوافق مع حجم الاستهداف وطبيعته، وأن الموقف النهائي لن يصدر إلا بعد الاطلاع الكامل على نتائج العملية.
خلال الأسبوع الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على أهداف في لبنان، معلناً قصف منصات إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله. وتأتي هذه الضربات في إطار جهود إسرائيلية لتقويض القدرات العسكرية لحزب الله، ومنع أي هجمات مستقبلية على أراضيها. الوضع الأمني في المنطقة متوتر للغاية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن هناك جهوداً دبلوماسية جارية لتهدئة التوترات، ومنع تصعيد إضافي. وتشارك الولايات المتحدة وفرنسا في هذه الجهود، وتسعيان إلى التوصل إلى حل سياسي يضمن الاستقرار في المنطقة. الأزمة اللبنانية تتطلب حلاً شاملاً.
من المتوقع أن يصدر حزب الله بياناً رسمياً في الساعات القادمة، يكشف عن تفاصيل العملية، وهوية المستهدف. وستكون هذه الخطوة حاسمة في تحديد مسار الصراع المحتمل. وينبغي مراقبة التطورات على الأرض، وردود الفعل الإقليمية والدولية، لتقييم المخاطر المحتملة، والفرص المتاحة لتحقيق الاستقرار. يبقى التصعيد الإقليمي هو السيناريو الأكثر إثارة للقلق.





