اقتحامات للأقصى والاحتلال يصادر أراضي ويهجر عائلات في القدس

أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوامر عسكرية بالاستيلاء على أراضٍ فلسطينية في القدس الشرقية، مما أثار موجة إدانة واسعة. وتشمل هذه الأوامر مصادرة أكثر من 77 دونماً من الأراضي في بلدتي الزعيم والعيساوية، وتأتي في سياق متصاعد من التوترات المتعلقة بـ الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. وتعتبر هذه الإجراءات بمثابة تحدٍ للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم.
وقالت محافظة القدس إن هذه الأوامر تأتي بذريعة “الاحتياجات العسكرية”، لكنها في الواقع جزء من خطة استراتيجية أوسع تهدف إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية وربطها ببعضها البعض، على حساب الأراضي الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، أفادت المحافظة بتهجير قسري لثلاث عائلات بدوية من تجمع الحثرورة البدوي بالقرب من الخان الأحمر شرق القدس، بسبب تصاعد اعتداءات المستوطنين.
الاستيلاء على الأراضي في القدس الشرقية: سياق وتداعيات
يأتي هذا الاستيلاء في ظل تصاعد مستمر للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية. وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل تواصل بنائها وتوسيعها. وتشكل هذه المستوطنات عقبة رئيسية أمام عملية السلام، حيث تقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وفقًا لتقارير حقوقية، فإن سياسة الاستيلاء على الأراضي تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للقدس الشرقية، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على المدينة. وتشمل هذه السياسة مصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وتقييد حركة الفلسطينيين، وإصدار أوامر هدم للمباني القائمة.
تهجير العائلات البدوية وتصاعد العنف
أجبرت اعتداءات المستوطنين المتزايدة ثلاث عائلات بدوية على مغادرة منازلها في تجمع الحثرورة. وقد سبق ذلك تهجير عائلتين أخريين خلال الأسابيع الماضية، مما يشير إلى تصاعد خطير في العنف والترهيب الذي يستهدف المجتمعات البدوية. وتعتبر هذه الاعتداءات جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى إفراغ الأراضي من السكان الفلسطينيين، تمهيدًا للتوسع الاستعماري.
وتدعو المؤسسات الحقوقية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات وحماية المواطنين في التجمعات البدوية المهددة. وتطالب هذه المؤسسات بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
اقتحامات الأقصى وتصعيد التوترات الدينية
في سياق متصل، أفادت محافظة القدس باقتحام 187 مستوطناً و678 شخصاً يوصفون بالسياح للمسجد الأقصى اليوم. ويأتي هذا الاقتحام في إطار تصاعد التوترات الدينية في القدس، حيث تشهد باحات الأقصى اقتحامات متكررة من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية.
ورصد مركز معلومات فلسطين (معطى) 408 انتهاكات للاحتلال والمستوطنين في القدس المحتلة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتشمل هذه الانتهاكات اقتحام المسجد الأقصى، وهدم المنازل، والاعتقالات، وتقييد حركة الفلسطينيين. كما وثق المركز اقتحام 18 ألفاً و963 مستوطناً لباحات المسجد الأقصى الشهر الماضي، في تصاعد كبير لأعداد المقتحمين.
من المتوقع أن تستمر التوترات في القدس الشرقية في التصاعد في الفترة القادمة، خاصة مع استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وتصاعد التوترات الدينية. وستراقب المؤسسات الدولية عن كثب التطورات على الأرض، وتقييم تأثير هذه التطورات على عملية السلام. ويعتبر الوضع في القدس الشرقية من أكثر القضايا تعقيداً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويتطلب حلاً عادلاً وشاملاً يضمن حقوق جميع الأطراف.





