مدير عام الإذاعة: تمكين المواهب الشابة وإعداد جيل إعلامي قادر على صناعة المحتوى الإذاعي والتميز

أكد مدير عام الإدارة العامة للإذاعة بوزارة الإعلام الكويتية، الدكتور يوسف السريع، أن برنامج “مجلة الجامعة” يمثل نموذجًا هامًا في دعم وتمكين الشباب الكويتي الطموح، وتحديدًا في مجال الإعلام الطلابي. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جامعة الكويت احتفاءً بذكرى مرور ثلاث سنوات على إطلاق البرنامج، الذي يُعد أول مبادرة إذاعية تديرها فرق طلابية بالكامل وتُبث بانتظام عبر إذاعة الكويت. يهدف البرنامج إلى إعداد جيل جديد من الإعلاميين الكويتيين القادرين على المنافسة.
أقيمت الندوة والاحتفال في جامعة الكويت، بحضور مسؤولين من وزارة الإعلام وأعضاء هيئة التدريس والطلاب المشاركين في البرنامج. وأشاد الدكتور السريع بالدعم المستمر الذي تقدمه وزارة الإعلام لبرامج الجامعة التي تساهم في تطوير القدرات الإعلامية للشباب، مُؤكدًا أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والإعلامية في بناء مستقبل واعد للإعلام الكويتي.
أهمية الإعلام الطلابي ودور “مجلة الجامعة”
شدد الدكتور السريع على أن وزارة الإعلام تولي اهتماماً خاصاً بتمكين الكفاءات الشابة في قطاع الإعلام، انطلاقاً من حرصها على تطوير هذا القطاع الحيوي. واعتبر “مجلة الجامعة” مثالاً يحتذى به في هذا الصدد، حيث يوفر للطلاب منصة عملية لتطبيق ما تعلموه في المقررات الدراسية. وأشار إلى أن البرنامج يساهم في صقل مهاراتهم في مجالات الإعداد والتقديم والإخراج والإنتاج الإذاعي، مما يؤهلهم لدخول سوق العمل بثقة وكفاءة.
دعم الوزارة وتوجيهات القيادة
أوضح الدكتور السريع أن البرنامج لقي دعماً وتوجيهاً مباشرين من وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري. هذا الدعم ساهم في توفير الإمكانات اللازمة لنجاح البرنامج وتحقيق أهدافه. وأضاف أن البرنامج بدأ كفقرة قصيرة في استوديو قسم الإعلام، ثم تطور ليصبح برنامجًا رئيسيًا يُبث لمدة ساعة ونصف كل يوم اثنين، مما يعكس النجاح المتزايد الذي يحظى به.
وأكد الدكتور حسين مراد، الأستاذ المشارك بقسم الإعلام بجامعة الكويت، أن البرنامج يهدف إلى استقطاب المواهب الشابة من مختلف التخصصات في الجامعة، وتوفير بيئة أكاديمية محفزة لتنمية مهاراتهم الإعلامية. وأشار إلى أن الفريق المسؤول عن البرنامج نجح في استضافة أكثر من 100 شخصية بارزة من مختلف كليات جامعة الكويت، مما أثرى الحوارات والنقاشات التي يقدمها البرنامج.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم البرنامج في تأهيل أكثر من 70 طالباً وطالبة في مختلف جوانب الإنتاج الإذاعي. هذا التدريب العملي يمثل قيمة مضافة كبيرة للطلاب، حيث يمنحهم خبرة حقيقية في مجال الإنتاج الإعلامي. وكانت مشاركة طلاب من أربع كليات مختلفة قد أضافت تنوعًا ملحوظًا إلى محتوى البرنامج.
واحتفاءً بجهودهم، كرم الاحتفال مجموعة من الطلاب المتميزين المشاركين في إعداد وتقديم وإخراج البرنامج. ويهدف هذا التكريم إلى تقدير مساهماتهم الفعالة في إثراء المحتوى الإذاعي الطلابي وتشجيعهم على مواصلة التميز.
التحديات المستقبلية والتطور التكنولوجي
أشار الدكتور السريع إلى التحديات التي تواجه قطاع الإعلام في الوقت الحالي، مؤكدًا على ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي السريع. ودعا الطلاب إلى الاستفادة من هذه التطورات في مجال عملهم، وتوظيفها بشكل فعال لتقديم محتوى إعلامي مبتكر وجذاب. كما شدد على أهمية تطوير مهارات الطلاب في مجال المحتوى الرقمي، وضرورة إعدادهم للتعامل مع المنصات الإعلامية الجديدة.
وبالنظر إلى التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي، تصبح أهمية تطوير المهارات الإعلامية أكثر وضوحًا. إن الاستثمار في الشباب وتوفير الفرص لهم للتعبير عن آرائهم ومواهبهم يمثل ضرورة حتمية لبناء مستقبل واعد للإعلام الكويتي. ويتماشى هذا مع رؤية الدولة في دعم الشباب وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في بناء المجتمع.
يتوقع القائمون على البرنامج زيادة الدعم المالي والإعلامي في الفترة القادمة، لتوسيع نطاق عمله واستقطاب المزيد من الطلاب. كما يجرى حاليًا وضع خطة لتطوير البرنامج وإضافة المزيد من المحتوى المتنوع، بما يلبي احتياجات الطلاب والمجتمع. وينبغي متابعة مدى نجاح هذه الخطط والنتائج المترتبة عليها، بالإضافة إلى تقييم تأثير البرنامج على تطوير الإعلام المدرسي والجامعي في الكويت بشكل عام.




