يمكن لاتصالك بالإنترنت أن يحدد مسار يومك بالكامل، سواء كنت تعمل من المنزل، أو تشاهد برامجك المفضلة، أو تمارس الألعاب عبر الشبكة. ومع ذلك، فإن أغلب المستخدمين يتجاهلون جهاز التوجيه (الراوتر) الذي هو أساس شبكة الواي فاي. وفي حال كنت تواجه مشكلة بالشبكة، فقد لا تكون بحاجة إلى شراء جهاز جديد أو إنفاق مبالغ كبيرة على ترقيات لترى التحسن. فهناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين أداء الراوتر.
تتزايد الاعتمادية على الإنترنت في مختلف جوانب الحياة اليومية، مما يجعل استقرار الشبكة المنزلية أمرًا بالغ الأهمية. غالبًا ما يُعزى ضعف الإشارة أو البطء إلى مزود خدمة الإنترنت، ولكن في كثير من الحالات يكون السبب في جهاز الراوتر نفسه. باتباع بعض الخطوات البسيطة، يمكن للمستخدمين تحسين أداء الشبكة اللاسلكية بشكل ملحوظ وتحقيق تجربة إنترنت أكثر سلاسة.
تحديث برنامج جهاز التوجيه
مثل أي جهاز تقني آخر، يحتاج الراوتر إلى تحديثات دورية لبرامجه. يحتوي جهاز التوجيه على برنامج مدمج يتحكم في وظائفه، ويتلقى هذا النظام تحديثات لإضافة مزايا جديدة، وإصلاح الأخطاء، وسد الثغرات الأمنية، وتحسين الأداء العام. تثبيت آخر التحديثات يمكن أن يحل العديد من المشكلات المتعلقة باستقرار الإنترنت.
إذا كان جهازك قديمًا ولم تُحدثه منذ الشراء، فقد يكون هذا هو السبب في ضعف الاتصال أو تذبذبه. لحسن الحظ، فإن عملية التحديث غالبًا ما تكون بسيطة، حيث توفر معظم الأجهزة خيارًا في لوحة التحكم للبحث عن التحديثات وتثبيتها تلقائيًا. ومع ذلك، قد تتطلب الطرازات القديمة تحميل ملف التحديث من موقع الشركة المصنعة وتثبيته يدويًا، ويمكن الرجوع إلى كتيب التعليمات لمعرفة الخطوات بدقة.
تقليل الحمل على الأجهزة المتصلة
يؤثر عدد الأجهزة المتصلة بجهاز التوجيه على سرعة الإنترنت واستقراره. على الرغم من أن أجهزة التوجيه الحديثة يمكنها التعامل مع عشرات الأجهزة المتصلة، إلا أن عدد الأجهزة النشطة في أي وقت قد يكون كبيرًا. من الهواتف الذكية إلى الأجهزة اللوحية وشاشات التلفزيون الذكية وكاميرات المراقبة، يمكن للشبكة المنزلية أن تتضمن العديد من الاتصالات.
لتحسين الاستقرار، يُنصح بقطع الاتصال عن الأجهزة غير المستخدمة بانتظام أو تلك التي لا تتطلب اتصالًا دائمًا بالإنترنت. بالنسبة للمنازل الذكية التي تعتمد على أجهزة متصلة باستمرار، يمكن إنشاء شبكة فرعية للزوار وتخصيصها لهذه الأجهزة، مما يقلل الضغط على الشبكة الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من النطاقات المتعددة المتاحة في بعض الأجهزة لتوزيع حركة البيانات وتقليل الازدحام.
تفعيل تقنية “إم يو-ميمو” و”بيمفورمينغ”
تعتبر تقنيتا “إم يو-ميمو” (MU-MIMO) و “بيمفورمينغ” (Beamforming) من الميزات المتقدمة الموجودة في أجهزة التوجيه الحديثة. تعمل هاتان التقنيتان على تحسين أداء الاتصال اللاسلكي، ولكن بطرق مختلفة. تعمل تقنية MU-MIMO على زيادة السعة الإجمالية للشبكة، مما يسمح للجهاز بالاتصال بأجهزة متعددة في وقت واحد. أما تقنية Beamforming فتركز على تحسين جودة الإشارة للأجهزة الفردية عن طريق توجيه الإشارة مباشرة نحوها.
تتيح إعدادات جودة الخدمة (QoS) تحديد أولويات البيانات التي تمر عبر الراوتر، مما يضمن حصول التطبيقات الهامة، مثل مكالمات الفيديو والألعاب عبر الإنترنت، على عرض النطاق الترددي الكافي. تُعد هذه الميزة مفيدة بشكل خاص في المنازل التي تشهد ازدحامًا في حركة البيانات. وتساعد تقنية QoS على تحسين تجربة المستخدم للأجهزة والتطبيقات التي تتطلب استجابة سريعة.
تغيير القناة لتجنب التداخل
تعمل شبكة الواي فاي على قنوات مختلفة، وقد يتسبب استخدام أجهزة توجيه مجاورة لنفس القناة في حدوث تداخل. يعمل الراوتر على قناة محددة للتواصل مع الأجهزة، وقد يؤدي التداخل إلى بطء السرعة أو انقطاع الاتصال. لتجنب ذلك، يمكن تغيير القناة المستخدمة من لوحة إدارة الجهاز.
غالبًا ما يكون اختيار القناة الأقل ازدحامًا هو الحل الأمثل. تتوفر العديد من الأدوات والتطبيقات التي يمكنها مساعدة المستخدمين في تحديد القنوات الأقل استخدامًا في منطقتهم. كما أن أجهزة التوجيه الحديثة قد تتضمن ميزة اختيار القناة تلقائيًا.
وضع جهاز التوجيه في مكان مناسب
يلعب موقع الراوتر دورًا حاسمًا في تغطية الإشارة وجودتها. يجب وضع الجهاز في مكان مركزي في المنزل، بعيدًا عن العوائق مثل الجدران والأبواب والأجهزة الإلكترونية الأخرى. يوصى بوضع الجهاز في مكان مرتفع، حيث تميل إشارة الواي فاي إلى الانتشار بشكل أفضل من الأعلى إلى الأسفل.
تذكر أن الإشارة تتضاءل كلما زادت المسافة أو عدد العوائق بين الراوتر والجهاز المتصل. إذا كانت لديك مساحة كبيرة أو العديد من الجدران، فقد تحتاج إلى استخدام مكرر إشارة (repeater) لتوسيع نطاق التغطية.
من المتوقع أن تستمر الأجهزة المنزلية الذكية في الازدياد، مما سيؤدي إلى زيادة الضغط على شبكات الواي فاي. سيؤدي تطوير تقنيات جديدة، مثل Wi-Fi 6E و Wi-Fi 7، إلى تحسين الأداء وزيادة السعة. يجب على المستخدمين مراقبة تحديثات البرامج الثابتة لأجهزتهم لضمان الاستفادة من أحدث التحسينات.
