عُمان تتفق مع إيرباص لتصنيع أول قمر صناعي للاتصالات

أبرمت سلطنة عمان اليوم الأحد اتفاقية مع شركة إيرباص الفرنسية للدفاع والفضاء لتصميم وتصنيع وإطلاق أول قمر صناعي للاتصالات في البلاد، والذي يحمل اسم “عُمان سات-1”. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية للبلاد وتعزيز السيادة الرقمية في قطاع الاتصالات، وذلك من خلال امتلاك أصول فضائية وطنية مستقلة. تم توقيع الاتفاقية في مسقط، وتأتي في إطار جهود السلطنة المتزايدة للاستثمار في تكنولوجيا الفضاء.
ووفقًا لوكالة الأنباء العمانية، فإن الاتفاقية تشمل تصميم وتصنيع القمر الصناعي، بالإضافة إلى إطلاقه وتشغيله. وقد وقع الاتفاقية وزير النقل والاتصالات العماني، سعادة سعيد المعولي، والرئيس التنفيذي لأنظمة الفضاء في شركة إيرباص، آلان فوريه. تعتبر هذه الاتفاقية علامة فارقة في مسيرة سلطنة عمان نحو تطوير قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة.
نطاق التردد وقدرات القمر الصناعي للاتصالات
سيتم تصميم وتصنيع قمر صناعي للاتصالات “عُمان سات-1” بقدرات عالية في نطاق التردد “كيه إيه”، مما يتيح له توفير خدمات اتصالات متقدمة. من المتوقع أن يغطي القمر الصناعي سلطنة عمان بأكملها، بما في ذلك مياهها الاقتصادية، بالإضافة إلى منطقة واسعة تشمل الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وآسيا. هذا التوسع في التغطية سيعزز من قدرة السلطنة على تقديم خدمات اتصالات موثوقة وفعالة.
أهداف المشروع وأهميته الاستراتيجية
أكد سعادة وزير النقل والاتصالات أن المشروع يهدف إلى تعزيز السيادة الرقمية لسلطنة عمان من خلال امتلاك بنية تحتية فضائية وطنية قادرة على تقديم خدمات الاتصالات والبيانات بصورة مستقلة وآمنة. وأضاف أن ذلك سيعزز مستوى أمن المعلومات الوطني ويدعم استمرارية الخدمات الحيوية في مختلف الظروف. بالإضافة إلى ذلك، يساهم المشروع في توسيع نطاق التغطية في المناطق الريفية وتحسين جودة الاتصالات وخدمات الإنترنت.
من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص عن سعادته بتوقيع العقد، مؤكدًا أن الشركة ستوفر لسلطنة عمان قدرات اتصالات فضائية عالمية المستوى ومرنة بالكامل من خلال أول قمر صناعي جغرافي ثابت لها. تعتبر هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال تكنولوجيا الفضاء.
تأتي هذه الخطوة في سياق اهتمام متزايد من سلطنة عمان بتطوير قطاع الفضاء. ففي نوفمبر 2024، أعلنت شركة “عدسة عُمان” الحكومية عن إطلاق أول قمر صناعي عُماني مسجل باسم السلطنة لدى المنظمة الدولية للاتصالات (آي تي يو)، والذي يختص بتقنيات الاستشعار عن بعد ومراقبة الأرض. هذا القمر الصناعي يعزز القدرات الوطنية في مجال جمع وتحليل البيانات الجيومكانية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى سلطنة عمان إلى تطوير الكفاءات الوطنية في مجال تكنولوجيا الفضاء من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب. تهدف هذه الجهود إلى بناء جيل جديد من المهندسين والعلماء القادرين على قيادة مسيرة التنمية في هذا القطاع الحيوي. وتشمل هذه الجهود أيضًا التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية المحلية والدولية.
تعتبر هذه المشاريع الفضائية جزءًا من رؤية سلطنة عمان 2040، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة. ويعتبر قطاع الفضاء من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تساهم في تحقيق هذه الأهداف. كما أن الاستثمار في تكنولوجيا الفضاء يعزز من مكانة سلطنة عمان على الخريطة العالمية.
من المتوقع أن يستغرق تصميم وتصنيع وإطلاق قمر صناعي للاتصالات “عُمان سات-1” عدة سنوات. لم يتم الإعلان عن جدول زمني محدد حتى الآن، ولكن من المتوقع أن يتم إطلاق القمر الصناعي في غضون السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. ستراقب الجهات المعنية عن كثب التقدم المحرز في المشروع، وستعمل على ضمان تنفيذه بنجاح. يبقى تحديد التكلفة الإجمالية للمشروع والجدول الزمني الدقيق للإطلاق من الأمور التي ستتضح في المراحل القادمة.





