Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

الطهي الكويتي.. من الهواية إلى مهنة احترافية عالمية

من هواية منزلية إلى مهنة مزدهرة، يشهد قطاع الطهي في الكويت تحولاً ملحوظاً، مدفوعاً بشغف الشباب الكويتي وإمكانات النمو الواعدة. هذا التطور لا يقتصر على إعداد الأطباق اللذيذة، بل يمتد ليشمل بناء علامات تجارية غذائية مبتكرة، وتطوير المطبخ الكويتي لينافس على الساحة العالمية، مما يفتح آفاقاً جديدة للشباب الكويتي الطموح.

هذا التحول يكتسب زخماً متزايداً، حيث ينتقل الطهاة الكويتيون من الدراسة في أرقى المعاهد العالمية إلى تأسيس شركات استشارية متخصصة، وتقديم قوائم طعام تجمع بين الأصالة المحلية والابتكار العصري. هذا التوجه يعكس وعياً متنامياً بأهمية الهوية الغذائية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، ورغبة في إبراز المطبخ الكويتي كواجهة حضارية مميزة.

تأهيل الطهاة الكويتيين: ضرورة ملحة

أكد عدد من الطهاة الكويتيين، في تصريحات لـ “كونا”، على الحاجة الماسة إلى إنشاء أكاديمية أو جمعية متخصصة لتأهيل الطهاة وصقل مهاراتهم بما يتناسب مع متطلبات السوق المحلي والعالمي. فالطهي، بحسبهم، ليس مجرد إعداد وجبات، بل هو تعبير عن ثقافة وهوية، وبالتالي يحمل مسؤولية تمثيل الكويت بأفضل صورة.

تحديات وفرص

يرى الشيف فيصل النشمي، الشريك المؤسس لإحدى شركات إدارة المطاعم، أن تطوير العلامات التجارية الغذائية محلياً يتطلب منظومة تأهيل واضحة تحول المواهب الفردية إلى طاقات منتجة. وأضاف أن غياب التوجيه المؤسسي يمثل التحدي الأكبر أمام الطهاة الكويتيين، وأن وجود جهة رسمية أو جمعية متخصصة سيكون نقطة تحول كبرى في المهنة.

وبين النشمي أن نجاح أي مشروع في هذا المجال لا يعتمد على الموهبة فحسب، بل يتطلب رؤية تجارية واضحة ومعرفة دقيقة بمتطلبات السوق. فالشراكات الاستراتيجية والخلفية التجارية تلعب دوراً حاسماً في تحقيق النجاح.

الاعتراف المهني والأكاديمي

من جهتها، أوضحت الشيف شيخة المحمد أن تجربتها في العمل كشيف تطويري في الشركة الكويتية لخدمات الطيران “كاسكو” شكلت تحدياً خاصاً، نظراً للظروف الدقيقة المتعلقة بتغير الطعم والنكهة على ارتفاعات عالية. وأشارت إلى أن المحافظة على الجودة والمذاق تتطلب معرفة علمية عميقة إلى جانب الخبرة العملية.

وأكدت المحمد أن تسجيل اسمها كأول شيف تطويري كويتي في ديوان الخدمة المدنية كان خطوة إيجابية لمهنة الطهي في الكويت، واعتبرته اعترافاً رسمياً بالطهاة الكويتيين، وفتحاً لباب اعتماد المهنة مجالا معترفا به على المستوى المهني والأكاديمي.

المطبخ الكويتي: نحو العالمية

ترى الشيف صديقة إسماعيل أن التأهيل الأكاديمي يلعب دوراً محورياً في تطوير الطهاة. فقد بدأت رحلتها مع الطهي في بيئة أسرية محبة للمطبخ، ثم سافرت للدراسة في الخارج والالتحاق بأكاديميات مرموقة مثل كوردون بلو في لندن وفيروندي في باريس. هذا التأهيل منحها رؤية أوسع ومهارات تقنية عالية، مما مكنها من العودة إلى المطبخ الكويتي لتقديمه بأسلوب معاصر مع الحفاظ على أصالته.

وأضافت إسماعيل أنها عملت على تحويل الوصفات المنزلية الكويتية التقليدية إلى أطباق أكثر احترافية بمعايير دقيقة، مع الحفاظ على المذاق الكويتي الأصيل. كما ابتكرت وصفات جمعت بين العالمية والمحلية، مثل الماكرون الفرنسي بنكهات كويتية، وفيليه الزبيدي بصوص الأعشاب والزعفران.

دور الاتحاد الكويتي للمطاعم والمقاهي

أكد رئيس الاتحاد الكويتي للمطاعم والمقاهي والتجهيزات الغذائية فهد الأربش أن قطاع إدارة وتشغيل المطاعم في الكويت يشهد نقلة نوعية، سواء على مستوى جودة المفاهيم التشغيلية أو حجم الإبداع الذي يميز المشاريع المحلية. وأضاف أن دخول الطهاة الكويتيين كـ مستشارين ومالكي مشاريع أضاف بعداً جديداً للسوق من خلال تعزيز الهوية الكويتية وتطوير تجربة الضيافة.

وأشار الأربش إلى أن الاتحاد يضطلع بدور أساسي في التنسيق مع الجهات الحكومية لتطوير القوانين واللوائح المنظمة لقطاع المطاعم والمقاهي، ورفع كفاءة العاملين وتنظيم ورش عمل متخصصة، ووضع معايير مهنية وتشغيلية تتماشى مع اشتراطات الصحة والسلامة العالمية.

يتوقع أن يشهد قطاع المطاعم في الكويت مستقبلاً واعداً في ضوء التوجه نحو المفاهيم الحديثة مثل المطابخ المستدامة وتقليل الهدر الغذائي والتحول الرقمي. هذه التوجهات ستعزز من تنافسية العلامات المحلية وتمكنها من التوسع الإقليمي والعالمي. من المتوقع أن يناقش الاتحاد الكويتي للمطاعم والمقاهي مع الجهات الحكومية خلال الأشهر القادمة مقترحات لإنشاء هيئة متخصصة لتنظيم مهنة الطهي وتطويرها، مع التركيز على وضع معايير الجودة والتدريب المهني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى