أصدرت رئاسة الأمن العام تنبيهًا عاجلًا لضيوف الرحمن، تحثهم على الامتناع عن الجلوس في الممرات داخل المسجد الحرام وساحاته. يأتي هذا الإعلان اليوم الأربعاء، بهدف الحفاظ على انسيابية حركة المصلين والمعتمرين، وتسهيل أداء مناسكهم، خاصة مع الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار خلال الفترة الأخيرة. وتؤكد الجهات المعنية على أهمية التعاون والانصياع للتعليمات لتحقيق تجربة روحانية آمنة ومريحة.
ويهدف التنبيه، الذي نشر عبر حساب الأمن العام على منصة (إكس)، إلى منع أي ازدحام أو إعاقة لحركة المعتمرين والمصلين في أقدس البقاع الإسلامية. تأتي هذه الإجراءات في ضوء استقبال المملكة العربية السعودية لأعداد قياسية من الزوار، حيث أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين عن استقبال 66,633,153 زائرًا خلال شهر جمادى الأولى لعام 1447هـ. وتشير البيانات إلى زيادة ملحوظة تقدر بـ 12,121,252 زائر مقارنة بالشهر الذي سبقه.
أهمية تنظيم حركة الزوار في المسجد الحرام
تعتبر حركة المعتمرين والمصلين داخل المسجد الحرام ذات أهمية بالغة، خاصة خلال أوقات الذروة وذات الكثافة العالية. فالجلوس في الممرات يعيق تدفق الحشود ويؤدي إلى الازدحام والتكدس، مما قد يعرض سلامة الحجاج والمصلين للخطر.
جهود مستمرة لتسهيل أداء المناسك
تبذل الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين ورئاسة الأمن العام جهودًا متواصلة لتطوير وتنظيم الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وتشمل هذه الجهود توفير المزيد من المساحات المخصصة للصلاة، وتكثيف الدوريات الأمنية، وتوفير التوجيه والإرشاد للمعتمرين، بالإضافة إلى استخدام أحدث التقنيات لتنظيم الحشود وتسهيل حركة المرور.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الجهات المعنية على توعية المعتمرين بأهمية الالتزام بالتعليمات والإرشادات، من خلال نشرها عبر مختلف الوسائل الإعلامية والمنصات الرقمية. ويهدف هذا التوعية إلى ترسيخ ثقافة التعاون والاحترام المتبادل بين الزوار، وضمان أداء مناسكهم بسهولة ويسر.
وتشكل أعداد الزوار المتزايدة تحديًا كبيرًا، حيث تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا فعالًا بين جميع الجهات المعنية. وساعدت الاستثمارات الكبيرة في مشاريع توسعة الحرمين الشريفين في استيعاب أعداد أكبر من المصلين والمعتمرين، ولكن تنظيم حركة الحشود يبقى حاسمًا.
وعلى الرغم من هذه التوسعات، يبقى الالتزام بتعليمات الأمن العام وتنظيم حركة الزوار أمرًا ضروريًا. فالهدف الأساسي هو توفير بيئة آمنة ومريحة لجميع ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بسلام وأمان. الأمن العام يذكر بأن هناك فرق متخصصة لمساعدة الزوار وتوجيههم في حالة الحاجة.
يأتي هذا التنبيه في فترة تشهد فيها المملكة استعدادات مكثفة لاستقبال شهر رمضان المبارك، والذي يتوقع أن يشهد زيادة كبيرة في أعداد المصلين والمعتمرين. لذلك، تشدد الجهات المعنية على أهمية التخطيط المسبق والالتزام بالتعليمات لتجنب أي ازدحام أو إعاقة لحركة الحشود.
وفي سياق متصل، أكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين على جاهزية كافة مرافق الحرمين الشريفين لاستقبال الزوار وتقديم كافة الخدمات لهم، بما في ذلك توفير المياه، وتوزيع التمور، وتوفير أماكن الإقامة، والمساعدة في التنقل. كما أهابت بالزوار إلى الإبلاغ عن أي مخالفات أو سلوكيات سلبية قد تؤثر على سلامة الآخرين.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تكثيفًا للحملات التوعوية والتثقيفية التي تستهدف الزوار، بهدف تعريفهم بالتعليمات والإرشادات الخاصة بحركة الحشود، وتشجيعهم على الالتزام بها. كما سيتم زيادة عدد الدوريات الأمنية ونقاط التفتيش في محيط الحرمين الشريفين، لضمان سلامة الزوار ومنع أي محاولات لتعطيل حركة الحشود.
في الوقت الحالي، لا توجد معلومات حول عقوبات محددة تطبق على المخالفين لتعليمات الأمن العام المتعلقة بالجلوس في الممرات. ومع ذلك، تشدد الجهات المعنية على أهمية التعاون والانصياع للتعليمات، وتدعو الزوار إلى احترام حقوق الآخرين وتسهيل أداء مناسكهم. سيتم تقييم الوضع بشكل مستمر خلال الفترة القادمة، وقد يتم اتخاذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر.
