Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

البرهان يكتب لوول ستريت جورنال عن حرب السودان

قدّم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، رؤية شاملة للأزمة المستمرة في السودان من خلال مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، مؤكداً أن الصراع الحالي هو “تمرد وحشي” تقوده قوات الدعم السريع ضد الدولة السودانية وشعبها. يهدف هذا المقال إلى توضيح جذور الأزمة وتداعياتها الإقليمية والدولية، وتقديم إطار سياسي وأخلاقي للصراع الدائر في السودان.

جاءت هذه الرواية في وقت تسعى فيه الأطراف الإقليمية والدولية إلى فهم أعمق للأزمة السودانية، وتحديد مسارات الحل. يركز البرهان على تصوير قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” كقوة متمردة تسعى إلى تقويض الدولة، وليس مجرد صراع على السلطة بين قيادات عسكرية كما يراه البعض.

جذور الصراع وتصاعد العنف في السودان

أشار البرهان إلى أن السودان يمتلك تاريخاً عريقاً يعود إلى مملكة كوش، مؤكداً أن الحرب الحالية تختلف عن أي صراع واجهه السودان في الماضي. وأضاف أن الحرب تمزق النسيج الاجتماعي وتتسبب في نزوح الملايين، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها، من البحر الأحمر إلى الساحل الأفريقي.

وفقاً للبرهان، تطورت قوات الدعم السريع من مليشيا مساندة في دارفور في أوائل الألفية إلى تشكيل شبه عسكري يتمتع باستقلالية متزايدة، ويعمل خارج منظومة القيادة الرسمية. وأوضح أن هذه القوات كانت تمثل “برميل بارود قابلاً للانفجار” بسبب شبكات التمويل الخاصة وسجل الانتهاكات.

محاولات الدمج واندلاع القتال

بدأت الحكومة السودانية في نهاية عام 2022 عملية دمج لقوات الدعم السريع في الجيش، بهدف توحيد السلاح تحت قيادة واحدة وتجنب الحرب. لكن هذه الجهود قوبلت، بحسب رواية البرهان، بـ”غدر” في 15 أبريل 2023، عندما قامت قوات الدعم السريع بحشد قواتها في محيط الخرطوم وشن هجمات على منشآت الدولة والجيش.

ويعتبر البرهان هذا التحول اللحظة التي انزلقت فيها البلاد إلى الحرب، محملاً قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن اندلاعها وما تلاها من فظائع، بما في ذلك الأحداث المأساوية في الفاشر. تشير التقارير إلى أن عدد القتلى في الفاشر قد وصل إلى حوالي 10 آلاف شخص قبل انقطاع الاتصال بمصادر المعلومات.

التدخلات الإقليمية والدولية في الأزمة السودانية

أكد البرهان أن قوات الدعم السريع لم تكن لتخوض هذه الحرب دون “مساندة سخية” من قوى إقليمية تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة في السودان. وأشار إلى أن الولايات المتحدة اتهمت قادة الدعم السريع بجرائم إبادة وتطهير عرقي.

وحذر من أن السودان بات ساحة مفتوحة لتدخلات خارجية تهدد استقرار المنطقة بأكملها، بما في ذلك البحر الأحمر والساحل الأفريقي، بالإضافة إلى تهديد مصالح الولايات المتحدة. وذكر حوادث استهداف المصالح الأميركية، مثل الهجوم على موكب دبلوماسي ومقتل حارس بالسفارة.

أعرب البرهان عن ارتياحه للتطورات السياسية الأخيرة في الولايات المتحدة، خاصة تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو في قمة مجموعة السبع، التي اعتبرها اعترافاً دولياً بطبيعة الصراع ومسؤولية الدعم السريع فيه. كما أشار إلى تصريحات الرئيس دونالد ترامب بعد لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي رأى فيها دعماً لجهود إنهاء الحرب.

مستقبل السودان والحلول المقترحة

جدد البرهان التزامه بالانخراط مع واشنطن والرياض في أي مسار سلام “عادل ومتوازن”. لكنه وضع شرطاً واضحاً وهو تفكيك قوات الدعم السريع ومرتزقتها، مع إمكانية دمج عناصر محدودة منها في الجيش الوطني شريطة ألا تكون متورطة في جرائم. كما أكد أن الأمن والاستقرار في السودان يتطلبان شراكة أوسع مع الولايات المتحدة في مجالات مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار.

وأكد البرهان التزام الجيش بالانتقال إلى الحكم المدني، مشيراً إلى أن الحرب أوقفت العملية لكنها لم تلغها. واختتم مقاله بالتأكيد على أن السودان يقف على مفترق طرق، وأن السلام لا يبنى على “الأوهام بل على الحقيقة”، وأن “الحقيقة في هذه اللحظة هي أقوى حليف للسودان”.

من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لإيجاد حل للأزمة السودانية. تبقى المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، بدعم من الوساطاء الدوليين، هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد المضطربة. يجب مراقبة تطورات الوضع الإنساني والأمني في السودان عن كثب، وتقييم تأثير التدخلات الخارجية على مسار الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى