العفو الدولية: شهادات مروعة لناجين من جرائم الدعم السريع

في تطورات مأساوية للصراع المستمر في السودان، كشفت منظمة العفو الدولية عن أدلة دامغة تشير إلى ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم حرب واسعة النطاق في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. تشمل هذه الجرائم القتل خارج نطاق القانون، والاختطافات، والاغتصاب الممنهج، ملقية بظلال قاتمة على الوضع الإنساني المتدهور في المنطقة.
تأتي هذه الاتهامات في خضم معارك عنيفة مستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وتسببت في نزوح أكثر من 13 مليون شخص داخليًا وخارجيًا، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة. وتشير التقارير إلى أن الفاشر، التي تعد مركزًا رئيسيًا للسكان النازحين، تواجه أزمة إنسانية حادة مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
جرائم الدعم السريع في الفاشر
استند تقرير منظمة العفو الدولية إلى شهادات جمعت من 28 ناجيًا، بما في ذلك شهادات تفصيلية حول عمليات القتل والاعتداء الجنسي التي تعرضوا لها أو شهدوها. تحدث الناجون عن ممارسات وحشية، بما في ذلك إعدام الرجال بشكل عشوائي بعد إجبارهم على النزول من السيارات، واستهداف النساء والفتيات في مخيمات النزوح.
الخطف والفدية
وكشف التقرير عن نمط من الاختطافات التي تقوم بها قوات الدعم السريع، حيث يتم احتجاز الرهائن والمطالبة بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم. وردت شهادات مروعة حول إعدام الأفراد الذين لم تتمكن عائلاتهم من دفع الفدية، في بعض الأحيان أمام أفراد أسرهم.
العنف الجنسي
كما سلط التقرير الضوء على الانتشار المروع للعنف الجنسي ضد النساء والفتيات في الفاشر. ووصفت الناجيات تعرضهن للاغتصاب المتكرر والاعتداءات الجنسية الأخرى في سياق الصراع. يُذكر أن هذه الانتهاكات قد تصل إلى جرائم ضد الإنسانية.
أدانت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامارد، هذه الجرائم وطالبت بفتح تحقيق فوري ومستقل في جميع الانتهاكات المزعومة. وأكدت على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الوحشية، وشددت على أهمية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
تداعيات أوسع للصراع
يتفاقم الوضع في الفاشر بسبب الأزمة الإنسانية الأوسع التي يشهدها السودان. يعاني ملايين الأشخاص من نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية، ويتزايد خطر انتشار الأمراض والأوبئة. كما أن الصراع يعرقل جهود الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويهدد بتهديد الأمن الإقليمي.
تتوقع الأمم المتحدة استمرار الصراع في السودان، وتؤكد على الحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل سياسي ينهي العنف ويحمي المدنيين. وستواصل المنظمات الدولية جهودها لتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين، لكنها تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القيود الأمنية واللوجستية.
من المتوقع أن تصدر الأمم المتحدة تقريرًا مفصلًا حول الوضع الإنساني وحقوق الإنسان في السودان في الأسابيع المقبلة. وستراقب المنظمات الدولية عن كثب تطورات الوضع في الفاشر، وستدعو إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المزعومة. يبقى الوضع هشًا وغير مؤكد، ويتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل سلمي ومستدام.





