Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الأمم المتحدة: الجفاف يعرّض ملايين الصوماليين للجوع والنزوح

تواجه الصومال أزمة جفاف حادة ومتفاقمة، مما أدى إلى حالة طوارئ إنسانية تهدد حياة الملايين. وقد أعلنت وكالات الأمم المتحدة عن تدهور الوضع بشكل كبير، حيث جفت مساحات واسعة من الأراضي بعد أربعة مواسم متتالية من انقطاع الأمطار، مما يضع البلاد على شفا كارثة غذائية واسعة النطاق.

تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 4.4 مليون شخص قد يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء بحلول نهاية العام الحالي، بينما من المتوقع أن يعاني 1.85 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد بحلول منتصف عام 2026، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة الصادرة يوم الأربعاء. هذه الأرقام تعكس خطورة الوضع وتأثيره المدمر على الفئات الأكثر ضعفاً.

تفاقم أزمة الجفاف في الصومال

حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة من استمرار ظروف الجفاف والحرارة القاسية في معظم أنحاء الصومال، مع تركيز خاص على المناطق الوسطى والشمالية. وتشير توقعات المنظمة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار سيؤديان إلى تفاقم أزمة المياه وتقليل فرص تجدد المراعي، مما يزيد من معاناة السكان المحليين.

بالإضافة إلى ذلك، أدى الجفاف إلى خسائر فادحة في الثروة الحيوانية، وهي مصدر رزق رئيسي للعديد من العائلات الصومالية. هذا النقص في الثروة الحيوانية يؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي ويزيد من الاعتماد على المساعدات الإنسانية.

إعلان حالة الطوارئ ونقص التمويل

في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلنت الحكومة الفدرالية الصومالية رسميًا حالة الطوارئ بسبب الجفاف، وناشدت المجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة لمواجهة هذه الأزمة المتصاعدة. يهدف هذا الإعلان إلى تسريع جهود الاستجابة الإنسانية وتعبئة الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح.

ومع ذلك، تواجه جهود الإغاثة تحديًا كبيرًا بسبب نقص التمويل الإنساني. فقد أوضحت الأمم المتحدة أن خطة الاستجابة الإنسانية للصومال لعام 2025 لم تتلق سوى 23.7% من التمويل المطلوب، مما أدى إلى تخفيضات كبيرة في برامج المساعدة. هذا النقص في التمويل يعيق قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المحتاجين وتقديم الدعم اللازم.

نتيجة لذلك، انخفض عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية طارئة بشكل ملحوظ، من 1.1 مليون شخص في أغسطس/آب الماضي إلى 350 ألف شخص فقط في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. هذا الانخفاض يثير قلقًا بالغًا بشأن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المتضررين من الجفاف.

تأثير الجفاف على المناطق الصومالية

تعتبر منطقة بونتلاند من بين المناطق الأكثر تضررًا من الجفاف في الصومال. وتقدر السلطات المحلية أن حوالي مليون شخص بحاجة إلى الدعم، بما في ذلك 130 ألف شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة. وتواجه بونتلاند تحديات إضافية بسبب محدودية الموارد والبنية التحتية.

بالإضافة إلى بونتلاند، تعاني مناطق أخرى في الصومال، مثل جوبالاند وهيرشابيلي، من آثار الجفاف المدمرة. وتشير التقارير إلى أن العديد من المجتمعات المحلية قد نزحت بحثًا عن المياه والغذاء، مما أدى إلى زيادة الضغط على الموارد المتاحة في المناطق المجاورة. كما أن الأمن الغذائي أصبح مهددًا بشكل كبير في هذه المناطق.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن الوضع الإنساني في الصومال قد يتدهور بشكل أكبر إذا لم يتم توفير المساعدات العاجلة. وتدعو المنظمة الدولية إلى زيادة التمويل الإنساني وتكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المتضررين من الجفاف. كما أن هناك حاجة إلى استثمارات طويلة الأجل في البنية التحتية للمياه والزراعة لتعزيز القدرة على الصمود في وجه هذه الكوارث الطبيعية.

من المتوقع أن تستمر الأمم المتحدة في مراقبة الوضع عن كثب وتقديم تقارير دورية حول الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. كما ستعمل المنظمة مع الحكومة الصومالية والشركاء المحليين لتنسيق جهود الاستجابة الإنسانية وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. يبقى الوضع في الصومال غير مؤكد، ويتطلب متابعة دقيقة وتدخلًا إنسانيًا فعالًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى