Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

محللون: إسرائيل تسعى لتقسيم غزة وتقطيع الضفة لكانتونات

في ظل محاولات الوسطاء للتقدم نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية، وهو ما يراه محللون محاولة لتعطيل أي حل دائم وإبقاء حالة التوتر قائمة. هذا التصعيد يثير تساؤلات حول مستقبل الوضع في غزة واحتمالات التصعيد الإقليمي، خاصة مع استمرار التوترات في لبنان.

بدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية بالتزامن مع تصعيد في قطاع غزة، شمل غارات جوية وتفجيرات داخل المناطق الحدودية، على الرغم من الدعوات الدولية للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب. وتأتي هذه التطورات في وقت حرج، مع تزايد المخاوف من انهيار المفاوضات وتجدد القتال.

العودة لأهداف الحرب

تشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من خلال هذه العمليات إلى إرضاء قاعدته الانتخابية المتطرفة، بعدما لم يتمكن من تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة من خلال اتفاقيات التطبيع. ويرى محللون أن نتنياهو يهدف إلى إظهار قوة إسرائيل وقدرتها على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق أهدافها.

وبحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي، فإن العملية في الضفة الغربية جاءت بعد رصد معلومات استخباراتية حول تصاعد احتمال وقوع عمليات فلسطينية وتشكيل خلايا مسلحة جديدة. وتعتبر إسرائيل الضفة الغربية منطقة حساسة أمنياً، وتسعى إلى منع أي تهديد أمني ينطلق منها.

الوضع الإنساني في غزة

في الوقت نفسه، استشهد أربعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، بما في ذلك بيت لاهيا ومخيم المغازي وخان يونس. كما تم تدمير مبانٍ في مناطق شمال رفح وشرق مدينة غزة. يأتي هذا في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.

أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة بتسجيل 500 خرق للاتفاق منذ بدء تنفيذه قبل ستة أسابيع، مما أسفر عن استشهاد 350 فلسطينياً وإصابة أكثر من 900 واعتقال حوالي 40 آخرين. وتتهم الحكومة الإسرائيلية بانتهاك الاتفاق بشكل متكرر، مما يعيق جهود الإغاثة الإنسانية.

تداعيات التصعيد على المنطقة

يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد في غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى التوترات في لبنان، إلى إبقاء الجبهات مشتعلة. ويعتقد أن هذا يهدف إلى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من نصف قطاع غزة.

ويضيف مصطفى أن نتنياهو يهدف إلى منع إقامة أي بنية وطنية في الضفة الغربية، وبالتالي قتل أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويشير إلى أن إسرائيل كانت تتبنى سياسة تهويد الضفة الغربية قبل الحرب، وتسعى الآن إلى مواصلة هذه السياسة.

وتنسجم العملية الأخيرة في طوباس ومخيمي طولكرم ونور شمس مع السلوك الإسرائيلي شبه اليومي في بقية مدن الضفة الغربية، وفقًا لأستاذ العلوم السياسية بجامعة بير زيت غسان الخطيب. ويؤكد الخطيب أن إسرائيل لا تريد فقط توسيع المستوطنات، بل تحاول أيضًا إرهاب الشعب الفلسطيني وحصر وجوده في أضيق مساحة ممكنة.

مستقبل المفاوضات

يرى محللون أن إسرائيل قد تلجأ إلى تقسيم المرحلة الثانية من الاتفاق إلى مراحل، معربين عن اعتقادهم بأنها لن تنسحب من القطاع ما لم يتم نزع سلاح حركة حماس. ويعتبر هذا الموقف الإسرائيلي تهديدًا للاتفاق ككل، حيث يصر نتنياهو على وضع جدول زمني لنزع السلاح.

في المقابل، يعتقد أستاذ العلوم السياسية غسان الخطيب أن هناك توافقًا أمريكيًا إسرائيليًا على ترسيخ تقسيم غزة بين إسرائيل وحماس، معتبرًا أن هذا “سيكون مريحًا لإسرائيل التي لم تعد تواجه مخاطر أمنية وليس لديها أسرى بالقطاع”.

يتوقع المراقبون أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التوتر والغموض بشأن مستقبل الوضع في غزة. ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات بين الأطراف المعنية، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت ستنجح في تحقيق تقدم ملموس. يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد حلول مستدامة تضمن الأمن والاستقرار للمنطقة، مع مراعاة حقوق جميع الأطراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى