مدير «القوى العاملة» بحثت مع رئيس بعثة الأمم المتحدة للهجرة سبل التعاون في قضايا العمالة

ناقشت القيادة في الهيئة العامة للقوى العاملة سبل تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة في ملف العمالة الوافدة، وذلك في إطار سعي الكويت لتنظيم سوق العمل وحماية حقوق العمال. جاءت هذه المناقشات خلال زيارة قام بها رئيس بعثة الأمم المتحدة للهجرة، مازن أبوالحسن، للهيئة، حيث تم التأكيد على أهمية تبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال الحيوي.
الاجتماع الذي عقد مؤخرًا بين المدير العام المكلف للهيئة، م. رباب العصيمي، ورئيس بعثة الأمم المتحدة، وبحضور الوفد المرافق، ركز على تطوير آليات التنسيق المشترك لمعالجة مختلف القضايا المتعلقة بالعمالة الوافدة في الكويت. وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان الامتثال للمعايير الدولية في مجال حقوق العمال وتحسين بيئة العمل بشكل عام.
تعزيز التعاون في ملف العمالة الوافدة
أكدت الهيئة العامة للقوى العاملة على أهمية التعاون مع المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، في معالجة التحديات المرتبطة بتنظيم العمالة الوافدة. يأتي هذا في ظل التغيرات الديموغرافية التي تشهدها الكويت، والتي تتطلب استراتيجيات فعالة لإدارة القوى العاملة بشكل مستدام.
ووفقًا لبيان صادر عن الهيئة، شملت المناقشات بحث سبل الاستفادة من خبرات الأمم المتحدة في تطوير السياسات والإجراءات المتعلقة بتجنيد العمالة الوافدة، وحماية حقوقهم، ومكافحة الاتجار بالبشر. كما تم التطرق إلى أهمية تعزيز آليات الرقابة والتفتيش على مكاتب الاستقدام، لضمان التزامها بالقوانين واللوائح المنظمة لعملها.
أهمية زيارة بعثة الأمم المتحدة
تعد زيارة بعثة الأمم المتحدة للهجرة للهيئة العامة للقوى العاملة خطوة مهمة في إطار تعزيز الشراكات بين الكويت والأمم المتحدة في مختلف المجالات. وتشير إلى الاهتمام المتزايد من قبل المجتمع الدولي بقضايا الهجرة والعمالة، وضرورة العمل المشترك لمواجهة التحديات المرتبطة بها.
من جهة أخرى، تتيح هذه الزيارة للهيئة العامة للقوى العاملة فرصة للاطلاع على أفضل الممارسات الدولية في مجال إدارة العمالة، والاستفادة منها في تطوير خططها وبرامجها. كما يمكن أن تساهم في تعزيز الثقة بين الكويت والمنظمات الدولية المعنية بحقوق العمال.
التحديات الحالية في سوق العمل الكويتي
تواجه الكويت عددًا من التحديات المتعلقة بسوق العمل، بما في ذلك عدم التوازن في التركيبة السكانية، وارتفاع نسبة العمالة غير المنظمة، ووجود بعض الممارسات غير القانونية في مجال تجنيد العمالة.
ووفقًا لتقارير رسمية، تعاني بعض القطاعات من نقص في الأيدي العاملة الماهرة، بينما تشهد قطاعات أخرى فائضًا في العمالة غير الماهرة. ويتطلب ذلك تطوير برامج تدريب وتأهيل للعمالة الوطنية، وتشجيعها على الالتحاق بالوظائف التي تتطلب مهارات عالية. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لضبط سياسات الاستقدام، وتنويع مصادر العمالة، لضمان استدامة سوق العمل الكويتي.
وتشكل قضايا حقوق العمال جزءًا أساسيًا من هذه التحديات، حيث تسعى الكويت جاهدة لضمان حصول جميع العمال، بمن فيهم العمالة الوافدة، على حقوقهم كاملة، بما في ذلك الأجور العادلة، وظروف العمل الآمنة، والحماية من الاستغلال.
دور الهيئة العامة للقوى العاملة
تلعب الهيئة العامة للقوى العاملة دورًا حيويًا في تنظيم سوق العمل الكويتي، وحماية حقوق العمال، وتعزيز الإنتاجية. وتعمل الهيئة على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف.
وتشمل مهام الهيئة إصدار تصاريح العمل، وتفتيش مكاتب الاستقدام وأماكن العمل، والتحقيق في الشكاوى المقدمة من العمال، وتطبيق العقوبات على المخالفين. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على تطوير السياسات والإجراءات المتعلقة بتجنيد العمالة الوافدة، وتنظيم عملية الاستقدام، لضمان الحصول على عمالة مؤهلة وملتزمة بالقوانين واللوائح.
وتستمر الهيئة في جهودها لتطوير خدماتها وتقديم الدعم اللازم للعمال وأصحاب العمل على حد سواء. كما تسعى لتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، لتبادل الخبرات والمعلومات، والعمل المشترك على تطوير سوق العمل الكويتي.
من المتوقع أن تستمر الهيئة العامة للقوى العاملة في التشاور مع بعثة الأمم المتحدة للهجرة لتحديد المجالات ذات الأولوية للتعاون، ووضع خطة عمل مشتركة لتنفيذها. ومن المرجح أن تركز هذه الخطة على تطوير السياسات والإجراءات المتعلقة بحماية حقوق العمالة الوافدة، ومكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز الرقابة على مكاتب الاستقدام. وتعتبر متابعة تنفيذ هذه الخطة، وقياس أثرها على سوق العمل، من الأمور الهامة التي يجب مراقبتها في المستقبل القريب.




