مع انطلاق فعاليات مهرجان الدوحة للأفلام في نسخته الثالثة عشرة، تتحول العاصمة القطرية تدريجياً إلى فضاء سينمائي مفتوح يجمع صناع الأفلام والجمهور خلال الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. يهدف المهرجان هذا العام إلى تعزيز دور السينما كأداة للتعبير والحوار الثقافي، وتقديم منصة للتبادل الإبداعي بين مختلف الثقافات، مع التركيز على دعم المواهب المحلية والإنتاجات السينمائية الجديدة.
يستضيف المهرجان فعاليات متنوعة تشمل عروضاً للأفلام، وندوات سينمائية، وعروضاً مجتمعية، وبرامج خاصة للشباب، بالإضافة إلى فعاليات تفاعلية تهدف إلى تحويل الدوحة إلى ملتقى عالمي لصناع السينما والمفكرين والفنانين. افتتح المهرجان بفيلم “صوت هند رجب”، الذي يوثق اللحظات الأخيرة لطفلة فلسطينية، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
مهرجان الدوحة للأفلام: منصة لتعزيز السينما القطرية والإقليمية
يقول عبد الله المسلّم، نائب مدير مهرجان الدوحة للأفلام، إن المهرجان يواصل ترسيخ مكانة دولة قطر كمركز إقليمي وعالمي بارز في صناعة السينما. وأضاف أن قطر أثبتت حضورها القوي خلال السنوات الماضية منذ تأسيس مؤسسة الدوحة للأفلام، وأن العديد من المهرجانات الدولية والمنصات الإلكترونية تتابع فعاليات المهرجان سنوياً.
ويتوقع أن تستضيف نسخة هذا العام أكثر من 70 فيلماً من مختلف دول العالم، مع التركيز على الأعمال ذات المضامين الهادفة والأثر المجتمعي الإيجابي. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من جهود مؤسسة الدوحة للأفلام لدعم المواهب الشابة وتقديم منصة لعرض أعمالهم على جمهور أوسع.
برنامج “صنع في قطر”: دعم الإبداع المحلي
كشف مهرجان الدوحة للأفلام مؤخراً عن قائمة الأفلام المشاركة في برنامج “صنع في قطر”، الذي يحتفي بالإبداعات المحلية المتميزة. ويشمل البرنامج أفلاماً مثل “العقيق.. الزخم الافتراضي”، و”بابا يذوب”، و”فهد الغاضب”، و”هل هذه علامة؟”، و”مشروع عائشة”، و”قضاء وقدر”، و”جريد النخل”، و”مسرح الأحلام”، و”يوم الجمعة”، و”فيلا 187”.
يهدف برنامج “صنع في قطر” إلى إبراز الأصوات الأصيلة التي تجسد الهوية الثقافية القطرية المتجددة، وتقديم رؤى جديدة للحياة المعاصرة في قطر. ويقدم البرنامج دعماً فنياً ولوجستياً لصناع الأفلام المحليين، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحقيق طموحاتهم.
بالإضافة إلى ذلك، أطلق المهرجان مسابقتين جديدتين هذا العام، وهما “صنع في قطر” و”صنع في قطر- شباب”، وذلك استجابة للإقبال المتزايد من صناع الأفلام الشباب ورغبة في منحهم فرصاً أكبر للمشاركة والتنافس.
القضية الفلسطينية حاضرة في فعاليات المهرجان
أشار المسلّم إلى أن المهرجان يولي اهتماماً خاصاً بالقضايا المهمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ويتضمن برنامج هذا العام مجموعة أفلام عن فلسطين، بما في ذلك فيلم “صوت هند رجب”، الذي يوثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال. ويعكس هذا الاهتمام التزام المهرجان بدعم القضايا الإنسانية والاجتماعية.
من جهته، أكد المخرج القطري مهدي علي علي أن مهرجان الدوحة للأفلام يمثل منصة مهمة لإبراز القضايا المجتمعية وطرح حلول مبتكرة لها. وأضاف أن السينما أصبحت وسيلة مؤثرة لتغيير المفاهيم وإيصال الرسائل الإيجابية، وأن المهرجان يفتح الباب أمام الشباب للتجربة والتنافس.
وشهد المهرجان نقلة نوعية من مهرجان أجيال السينمائي ليصبح مهرجان الدوحة السينمائي الدولي، في خطوة تعكس التزام المؤسسة بالتطوير المستمر. وتتضمن التطورات الجديدة إضافة لجنة تحكيم دولية إلى جانب لجنة تحكيم الشباب، مما يعزز مكانة المهرجان ويحفز المزيد من الأفلام على المشاركة.
يبلغ إجمالي جوائز مهرجان الدوحة للأفلام 2024 أكثر من 300 ألف دولار، موزعة على مختلف المسابقات، بما في ذلك المسابقة الدولية للأفلام الطويلة والقصيرة، ومسابقة “صنع في قطر”، ومسابقة “أجيال”.
من المتوقع أن يختتم مهرجان الدوحة للأفلام فعالياته في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أسبوع حافل بالعروض السينمائية والفعاليات الثقافية. ومن المنتظر أن يعلن المهرجان عن الفائزين بجوائزه المختلفة، وأن يقدم تقريراً شاملاً عن نتائج الدورة الثالثة عشرة. ويترقب المهتمون بالسينما القطرية والإقليمية الخطوات التالية التي ستتخذها مؤسسة الدوحة للأفلام لتطوير المهرجان وتعزيز مكانته على الساحة العالمية.
