أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة عن قرب إجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين لمناقشة مقترحات لإنهاء الحرب مع روسيا، في الوقت الذي أكدت فيه موسكو استعدادها للتفاوض مع واشنطن فقط. وتأتي هذه التطورات في ظل اقتراب الصراع من دخول عامه الرابع، مما يزيد من أهمية إيجاد حلول دبلوماسية لإنهاء الأزمة. تتركز الجهود الحالية على إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية تنهي القتال وتضمن الأمن الإقليمي، مع التركيز على مفاوضات السلام.
وأوضح زيلينسكي أن المحادثات القادمة ستضم مسؤولين كبارًا من الجيش ووزارة الخارجية والمخابرات الأوكرانية، بهدف وضع خطة واضحة لإنهاء الصراع. في المقابل، أكد الكرملين أنه يتوقع الحصول على معلومات مفصلة حول النقاط المتفق عليها في خطة السلام المقترحة قبل وصول الوفد الأمريكي إلى موسكو الأسبوع المقبل. وتشكل هذه التطورات خطوة مهمة في مساعي إيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية.
مفاوضات السلام والوضع الميداني
أكد أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي وكبير المفاوضين الأوكرانيين، أن بلاده لن تتنازل عن أي أراضٍ لروسيا مقابل السلام، مشيرًا إلى أن ذلك يتعارض مع الدستور الأوكراني. وأضاف يرماك أن أي تنازل عن الأراضي سيكون بمثابة استسلام، وأن أوكرانيا لن تقبل بذلك طالما بقي زيلينسكي رئيسًا للبلاد. ويركز الجانب الأوكراني على تحديد خط التماس الحالي كأحد الأسس المحتملة للتسوية.
مقترحات السلام الأولية
يذكر أن النسخة الأولى من مقترح السلام الذي قدمته الولايات المتحدة تضمنت تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لصالح موسكو، وهو ما قوبل بمعارضة شديدة من الجانب الأوكراني. وقد تم تعديل النص لاحقًا بعد مشاورات مكثفة مع أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار خطوطها الحمراء. وتشير التقارير إلى أن المفاوضات الحالية تركز على إيجاد حلول وسط ترضي جميع الأطراف.
في المقابل، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن القتال سيتوقف فقط في حال انسحبت أوكرانيا من الأراضي التي تحتلها في منطقة دونباس. وأكد بوتين أن روسيا ستواصل تحقيق أهدافها العسكرية بالقوة إذا لم تنسحب أوكرانيا. ويؤكد الكرملين على أن واشنطن تأخذ مواقفها في الاعتبار خلال المفاوضات الجارية.
المفاوضات الروسية الأمريكية
أفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الكرملين يتوقع أن تكون لديه معلومات واضحة حول النقاط المتفق عليها في خطة السلام المقترحة قبل وصول الوفد الأمريكي إلى موسكو. وأشار المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إلى أن موسكو تعمل على أساس أنها تتفاوض بشأن هذه الخطة مع الولايات المتحدة فقط. ويعتبر هذا التأكيد بمثابة إشارة إلى أن روسيا لا تعترف بأي مفاوضات أخرى جارية بين أوكرانيا وأطراف أخرى.
وبحسب ما ورد، سلمت الولايات المتحدة لروسيا خطة السلام النهائية التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات جنيف. وتشمل الخطة معايير رئيسية سيتم مناقشتها في موسكو الأسبوع المقبل، مع التركيز على تحديد الفروقات المتعلقة بالاعتراف الدولي بقرارات عملية التسوية في أوكرانيا. وتشير التقديرات إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن هذه القضايا قد يكون صعبًا.
تتزايد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، مع التركيز على مفاوضات السلام. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الجهود، بما في ذلك الخلافات حول الأراضي والسيادة. وتعتبر المفاوضات الروسية الأمريكية المقبلة حاسمة لتحديد مسار الأزمة في المستقبل.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التطورات في هذا الصدد، مع وصول الوفد الأمريكي إلى موسكو وبدء المفاوضات الرسمية. وسيكون من المهم مراقبة ردود الأفعال من جميع الأطراف المعنية، وتقييم مدى استعدادهم لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل. يبقى الوضع معقدًا وغير مؤكد، ويتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
