أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) اليوم في تونس العاصمة عن الفائزة بجائزة “ابن خلدون – سنغور للترجمة” لعام 2025، بالإضافة إلى اختيار الحي الثقافي كتارا ليكون مدينة الأوبرا العربية، وهو قرار يهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي العربي ودعم الأوبرا العربية.
وقد مُنحت الجائزة للمترجمة الفرنسية ستيفاني دوجول، وذلك عن ترجمتها المتميزة لرواية “حكاية جدار” للكاتب الفلسطيني ناصر أبو سرور إلى اللغة الفرنسية تحت عنوان “(Je suis ma liberté)”. يأتي هذا التكريم في إطار جهود الألكسو لدعم التبادل الثقافي بين الدول العربية والفرانكوفونية.
جائزة ابن خلدون – سنغور للترجمة: تقدير للجهود المترجمين
أشادت لجنة التحكيم بالمهارة اللغوية العالية التي أظهرتها دوجول في نقل أسلوب أبو سرور ورصد حالاته النفسية، مؤكدة أنها نجحت في الحفاظ على القوة الهادئة والأبعاد التصويرية للعمل الأصلي. وأكدت اللجنة أن الترجمة قدمت صورة دقيقة للمرجعيات الثقافية واللغوية للرواية العربية.
رواية “حكاية جدار” التي صدرت عن دار الآداب اللبنانية عام 2022، هي سيرة ذاتية مؤثرة للكاتب الفلسطيني ناصر أبو سرور، حيث يروي تجربته كأسير، وكيف تحول جدار زنزانته إلى رفيق ونافذة على أفكاره ومعاناته. وتعتبر الرواية إضافة هامة للأدب الفلسطيني المعاصر.
الأسماء المرشحة للجائزة
وتضمنت القائمة النهائية للمرشحين للجائزة، بالإضافة إلى ستيفاني دوجول، كلًا من سعيد بوكرامي من المغرب، وماريان بابو من فرنسا، ومحمد قاسمي من الجزائر، وعبد الحميد العذاري من تونس، مما يعكس التنوع والإبداع في مجال الترجمة العربية-الفرنسية.
تأسست جائزة “ابن خلدون – سنغور للترجمة” عام 2007 كشراكة بين الألكسو والمنظمة الدولية للفرانكوفونية، بهدف تشجيع وتعزيز الترجمة بين اللغتين العربية والفرنسية، كجسر للتقارب والحوار الثقافي بين العالم العربي والعالم الفرانكوفوني.
كتارا مدينة الأوبرا العربية: مركز جديد للإبداع الموسيقي
في خطوة تهدف إلى دعم وتطوير الأوبرا العربية، أعلنت الألكسو عن اختيار المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” لتكون مدينة الأوبرا العربية. يعتبر هذا الاختيار اعترافًا بالدور المحوري الذي يلعبه كتارا في إحياء هذا الفن الرفيع.
وأكد المدير العام لمؤسسة كتارا، خالد بن إبراهيم السليطي، أن هذا التكريم يمثل تقديرًا للجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسة في دعم الإبداع الموسيقي وصون الهوية الثقافية العربية. وأضاف أن هذا اللقب يحمل مسؤولية كبيرة لمواصلة العمل على تقديم أعمال أوبرالية عربية تعكس ثقافة وتراث المنطقة.
سيشمل هذا الدور تنظيم أول مهرجان للأوبرا العربية في الفترة بين 8 و11 ديسمبر القادم، بالتعاون مع الألكسو، بمشاركة 13 دار أوبرا عربية، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين والمبدعين. وستكون دار الأوبرا المصرية ضيف شرف المهرجان، تكريمًا لمكانتها التاريخية كأول دار أوبرا عربية.
ويتضمن المهرجان عروضًا موسيقية وأوبرالية متنوعة، وورش عمل فنية متخصصة، ومؤتمرات للخبراء والمهتمين بفنون الأوبرا، كما سيشهد إطلاق منصة رقمية تجمع برامج وأخبار دور الأوبرا العربية، وذلك بهدف تسهيل الوصول إلى هذا الفن وجمهوره. كما سيتم تدشين مجسم خاص بكتارا كمدينة للأوبرا العربية.
وأبدى الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للألكسو، سعادته باختيار كتارا، مشيدًا بدورها الريادي في دعم الفنون وتقديم مبادرات ثقافية متميزة. وأضاف أن هذا الاختيار يأتي في إطار جهود المنظمة لتعزيز التكامل الثقافي العربي.
يذكر أن كتارا قد حازت سابقًا على تصنيفات مرموقة من الألكسو، بما في ذلك “مدينة الرواية العربية” و”مدينة التراث الثقافي للخيول العربية”. وذلك بفضل مبادراتها الثقافية المتنوعة وجهودها الحثيثة في دعم الإبداع والتراث العربي.
من المنتظر أن يعلن الحي الثقافي كتارا عن تفاصيل المهرجان الأول للأوبرا العربية في الأيام القادمة، بما في ذلك برنامج العروض والمشاركين والضيوف. وهذا الحدث يمثل خطوة هامة نحو وضع الأنغام العربية على الخريطة العالمية للأوبرا.
