Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

أفقدوه ساقه وسرقوا عكازه.. قصة المسن الفلسطيني سعيد العمور

لم يكن المسن الفلسطيني سعيد العمور يحمل سوى عكاز خشبي، يتكئ عليه في أرضه بمسافر يطا جنوب الخليل. هذا العكاز، الذي أصبح رمزًا للصمود الفلسطيني، سُلب منه مؤخرًا من قبل مستوطنين، في حادثة أثارت غضبًا واسعًا وأعادت تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية، وخاصةً في مناطق التماس مع المستوطنات. هذه الحادثة ليست معزولة، بل هي جزء من تصاعد الاعتداءات على الفلسطينيين وأراضيهم.

وقع الحادث في نهاية نوفمبر 2025، حيث ظهر العمور (61 عامًا) في مقطع فيديو وهو يحاول الحفاظ على توازنه وسط مجموعة من المستوطنين، الذين انتزعوا عكازه أمامه. يأتي هذا بعد أشهر من إصابته الخطيرة التي أدت إلى بتر ساقه في أبريل/نيسان الماضي، نتيجة إطلاق النار عليه من قبل مستوطن أثناء عمله في أرضه. ورغم فقدانه لعكازه وساقه، أصر العمور على البقاء في أرضه، مؤكدًا أنها أرضه.

تصاعد الاعتداءات على الفلسطينيين وأراضيهم

تعد مسافر يطا من أكثر المناطق الفلسطينية عرضة للاعتداءات من قبل المستوطنين، حيث تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تفريغها من سكانها بحجج مختلفة، بما في ذلك تصنيفها كـ “منطقة تدريب عسكري”. يؤكد الفلسطينيون أن الهدف الحقيقي هو التوسع الاستيطاني والسيطرة على الأراضي. وتشير تقارير منظمات حقوقية إلى أن هذه السياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا.

وفقًا لمنظمة “بتسيلم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فإن الاعتداءات على السكان الفلسطينيين تشمل طرد الأهالي من ممتلكاتهم، والاعتداء الجسدي على المزارعين، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية. وتضيف المنظمة أن هذه الاعتداءات تتم بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد من شعور الفلسطينيين بالعجز والظلم.

الوضع في مسافر يطا

يعيش في مسافر يطا حوالي 500 عائلة فلسطينية تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي. تواجه هذه العائلات صعوبات كبيرة في الحفاظ على معيشتها بسبب القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال، والاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين. وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 80% من أراضي مسافر يطا قد صودرت لصالح المستوطنات.

في السنوات الأخيرة، تصاعدت محاولات المستوطنين للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في مسافر يطا، مما أدى إلى اشتباكات متكررة بين الطرفين. وقد وثقت منظمات حقوقية العديد من الحالات التي تعرض فيها الفلسطينيون للاعتداء الجسدي والتحرش من قبل المستوطنين، دون تدخل من قوات الاحتلال.

ردود الفعل على حادثة العكاز

أثار مقطع الفيديو الذي يظهر فيه المستوطنون وهم ينتزعون عكاز المسن العمور غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر العديد من الناشطين أن هذه الحادثة تمثل قمة الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، وأنها تعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى ترويعهم وتهجيرهم.

ودعا ناشطون إلى التحرك الدولي لوقف الاعتداءات على الفلسطينيين، ومحاسبة المستوطنين الذين يرتكبون هذه الانتهاكات. كما طالبوا بتقديم الدعم للفلسطينيين المتضررين من هذه الاعتداءات، وتوفير الحماية لهم.

وانتشرت على نطاق واسع وسم #هذه_أرضي تعبيرًا عن التضامن مع العمور ورفضًا لسياسات الاحتلال والمستوطنين. كما أطلقت حملات لجمع التبرعات لمساعدة العمور على استبدال عكازه وتلقي العلاج اللازم.

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية على الحادثة. في حين اكتفت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بالقول إن الحادثة قيد التحقيق.

مستقبل مسافر يطا والوضع الفلسطيني

تظل مسافر يطا مثالاً حيًا على التحديات التي تواجه الفلسطينيين في الضفة الغربية. وتشير التوقعات إلى أن الوضع قد يتدهور في المستقبل القريب، في ظل استمرار التوسع الاستيطاني وسياسات الاحتلال. من المتوقع أن تصدر المحكمة العليا الإسرائيلية حكمًا نهائيًا بشأن مستقبل مسافر يطا في الربع الأول من عام 2026، وهو ما سيحدد مصير آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة.

في الوقت الحالي، يراقب المراقبون عن كثب التطورات في مسافر يطا، ويخشون من أن يؤدي الحكم المتوقع إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة. كما يراقبون ردود الفعل الدولية على هذه التطورات، ويأملون في أن يتم الضغط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني واحترام حقوق الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى