إسرائيل تتهم اليونيفيل بتسريب معلومات حساسة لحزب الله وتلوح بتوسيع العمليات

أعرب الجيش الإسرائيلي عن قلقه المتزايد إزاء ما وصفه بتسريب معلومات عسكرية واستخباراتية حساسة إلى حزب الله من قبل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتصاعد الاتهامات المتبادلة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل قوة اليونيفيل في المنطقة وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي. وتعتبر مسألة اليونيفيل محور نقاشات سياسية وعسكرية متصاعدة.
الادعاءات الإسرائيلية، التي نقلها مسؤول عسكري رفيع، تشير إلى أن اليونيفيل لا تساهم في نزع سلاح حزب الله، بل قد تكون قوة “مزعزعة” تعيق حرية عمليات الجيش الإسرائيلي وتُسهل على الحزب جمع معلومات حول الأنشطة العسكرية. وبحسب المسؤول، فإن مغادرة اليونيفيل ستكون خطوة إيجابية لتحسين الأمن الإسرائيلي.
رفض الوصاية وتصاعد التوترات
يأتي هذا القلق الإسرائيلي بعد تقارير إعلامية إسرائيلية كشفت عن خطط لتوسيع العمليات العسكرية ضد حزب الله، خاصة مع اقتراب نهاية المهلة التي حددتها الإدارة الأمريكية لتخفيف التوتر. ووفقًا للقناة 13 الإسرائيلية، قدم الجيش خطة لزيادة نطاق العمليات إلى المستوى السياسي.
إسرائيل أكدت للحكومة اللبنانية، عبر الوساطة الأمريكية، أنها ستوسع هجماتها إذا لم تتخذ بيروت إجراءات للحد من أنشطة حزب الله ونزع سلاحه. وتعتبر هذه الرسالة بمثابة إنذار مبكر، وتزيد من الضغط على لبنان في سياق الوضع আঞ্চলিক المعقد.
موقف حزب الله والردود اللبنانية
من جانبه، أكد حزب الله على موقفه الثابت تجاه حق لبنان في رفض أي تدخل أجنبي يهدف إلى فرض الوصاية أو تقييد السيادة الوطنية. وأعلن الحزب عن تمسكه بالعيش المشترك والديمقراطية التوافقية، والسعي للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان.
وقد أرسل الحزب رسالة إلى بابا الفاتيكان بمناسبة زيارته للبنان، أكد فيها على هذه المبادئ، ودان “العدوان المتماد” الإسرائيلي، معتبرا إياه “جريمة مرفوضة ومدانة”. واستنكر الحزب أي محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي للبنان أو التدخل في شؤونه السياسية.
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رحب بزيارة البابا، مشيراً إلى أن أعضاء من الحزب كلفوا بتسليم الرسالة إلى الحبر الأعظم. هذا التأكيد على الترحيب بالزيارة البابوية يأتي في سياق حرص الحزب على إظهار انفتاحه على الحوار مع مختلف القوى المؤثرة.
اتفاق وقف إطلاق النار المتعثر
كان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2023 يهدف إلى وضع حد للتبادل العنيف بين حزب الله وإسرائيل، إلا أن إسرائيل واصلت تنفيذ ضربات داخل لبنان، بذريعة استهداف مواقع وعناصر تابعة للحزب. كما عززت إسرائيل تحصين مواقعها في الجنوب اللبناني، في خطوة تزيد من حدة التوتر.
في المقابل، تعهدت الحكومة اللبنانية، تحت ضغوط أمريكية كبيرة، بالبدء في تنفيذ خطة لتجريد حزب الله من سلاحه، وهو ما يعتبره الحزب خطاً أحمر ورفضاً لحقوقه في الدفاع عن لبنان. هذا الرفض يضيف تعقيداً إضافياً للجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
الوضع يتأثر أيضًا بالصعوبات السياسية الداخلية في لبنان، والتي تعيق قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن قضية سلاح حزب الله. هذه الصعوبات تزيد من القلق الإسرائيلي، وتدفعها إلى مزيد من الضغط على لبنان والتهديد بتصعيد عسكري.
الكلمات المفتاحية: اليونيفيل، حزب الله، إسرائيل، لبنان، التوتر الإقليمي
المستقبل المحتمل: تصعيد أم حل؟
تشير التطورات الأخيرة إلى أن الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قد يتجه نحو مزيد من التصعيد، خاصة إذا استمرت إسرائيل في تنفيذ ضرباتها داخل لبنان، ولم تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات ملموسة للحد من أنشطة حزب الله. وصولاً إلى الإعلان عن خطط توسيع عمليات الجيش الإسرائيلي.
من المتوقع أن تستمر الضغوط الأمريكية على لبنان للتعامل مع قضية سلاح حزب الله، بينما يواصل الحزب التمسك بموقفه الرافض لنزع سلاحه. ما يهم مراقبته في الفترة المقبلة هو رد فعل حزب الله على أي تصعيد إسرائيلي، وكيف ستتعامل الحكومة اللبنانية مع الضغوط المتزايدة. من المرجح أن يشهد الأشهر القادمة تطورات حاسمة في هذا الملف المعقد.





