Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

“في سبيل المجد” يعلو في الدوحة هل يصبح نشيد سوريا الجديد؟

أثار عزف نشيد “في سبيل المجد” بدلاً من النشيد الوطني الرسمي السوري “حماة الديار” خلال افتتاح بطولة كأس العرب بالدوحة في الأول من ديسمبر 2025 تساؤلات واسعة حول إمكانية اعتماده كنشيد وطني جديد لسوريا. هذا الحدث أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وساهم في إحياء نقاشات حول الهوية الوطنية السورية بعد التغييرات السياسية الأخيرة.

وقد تم تأليف النشيد الأصلي من قبل الشاعر السوري عمر أبو ريشة، وتلحينه على يد الأخوان محمد وأحمد فليفل. وجاء عزف النشيد في قطر في وقت يشهد فيه المجتمع السوري زخمًا شعبيًا متزايدًا لهذا النشيد تحديدًا، خاصةً بعد فترة قصيرة من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في أواخر عام 2024.

النشيد الوطني السوري: جدل حول “في سبيل المجد”

تزايدت التكهنات حول اعتراف رسمي بالنشيد “في سبيل المجد” كنشيد وطني سوري جديد، ولا سيما أنه اكتسب شعبية كبيرة بعد التغيير السياسي الذي شهدته البلاد. عبر مغردون سوريون عن اعتبارهم هذا النشيد بمثابة تعبير عن روح الفداء والتضحية من أجل الوطن، مؤكدين أن كلماته تعكس قيمًا تاريخية من البطولة والوفاء، وتمثل رمزًا لعزة وكرامة سوريا الجديدة.

ويرى البعض أن هذا النشيد يتردد اليوم بقوة في وجدان السوريين، أكثر من أي وقت مضى منذ تاريخ كتابته قبل 65 عامًا، وأنه أصبح صوت الثورة الحرة في البلاد. إلا أن هناك أيضًا من أشار إلى أن النشيد “حماة الديار” ليس مرتبطًا بأي نظام سياسي سابق، حيث اعتُمد رسميًا لأول مرة في سوريا عام 1938 في عهد الرئيس محمد علي العابد، واستمر حتى فترة الوحدة مع مصر، ثم عاد ليصبح النشيد الرسمي مرة أخرى بعد تفكك الوحدة.

تاريخ الأغنية وعلاقتها بالهوية السورية

يذكر أن الأخوان فليفل هما من قاموا بتلحين كل من “حماة الديار” و “في سبيل المجد” مما يثير تساؤلات حول اختيار أحدهما على الآخر.

أشار معلقون إلى أن عزف “في سبيل المجد” قد يكون بمثابة خطوة تمهيدية لاعتماده رسميًا، لكنهم عبروا عن قلقهم بشأن مدى معرفة الشعب السوري بهذا النشيد، مقارنةً بالنشيد الرسمي الذي تُرجم إلى الذاكرة الجماعية لدى السوريين عبر عقود.

وفي هذا السياق، لفت أحد المغردين إلى مفارقة خلال البطولة، وهو قلة معرفة الحاضرين، وحتى اللاعبين، بنشيدهم الوطني الجديد. فعندما عُزف النشيد التونسي، ابتهج الجمهور بالتفاعل معه، بينما ساد صمت ملحوظ في المدرجات عند الإعلان عن عزف النشيد السوري الجديد.

وهذا الأمر يدعو الجهات المعنية بالهوية السمعية للدولة السورية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتوعية الشعب بأهمية هذا النشيد، وتعزيز حضوره في المناسبات الوطنية والرسمية. وشدد المعلقون على أن الرموز الثقافية والفنية تلعب دورًا هامًا في تعبئة الشعوب وتعزيز انتمائها للوطن.

بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض المراقبين أن اختيار النشيد الوطني يعكس المزاج السياسي والثقافي السائد في البلاد، وأن “في سبيل المجد” يمثل اختيارًا طبيعيًا للمعارضة السورية والناشطين المدنيين الذين يرغبون في التخلص من إرث النظام السابق وتبني رمزية جديدة للبلاد. النشيد الوطني يمثل جزءا هاما من هوية أي دولة.

تداعيات محتملة وتوقعات مستقبلية

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة نقاشًا حادًا حول مصير النشيدين الوطنيين، ومدى إمكانية تعايشهما أو استبدال أحدهما بالآخر. حيث يتوقع البعض أن تقوم الحكومة السورية المؤقتة بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة هذا الموضوع، وإعداد تقرير مفصل يتضمن توصيات حول النشيد الوطني المناسب لسوريا.

رموز الدولة مثل النشيد الوطني والعلم والشعار هي عناصر أساسية في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية. ويرى آخرون أن هذا الأمر قد يتطلب إجراء استفتاء عام على مستوى البلاد، من أجل إشراك الشعب السوري في هذا القرار المصيري. التغييرات السياسية غالبا ما تكون مصحوبة بتغييرات رمزية.

في الوقت الحالي، لا توجد أي تأكيدات رسمية حول اعتراف الحكومة السورية بنشيد “في سبيل المجد” كنشيد وطني جديد، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذا الاحتمال وارد بقوة. وسيكون من المهم متابعة التطورات على هذا الصعيد، والانتظار لمعرفة ما إذا كانت سوريا ستتبنى نشيدًا وطنيًا جديدًا يعبر عن تطلعاتها وآمالها في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى