Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تكنولوجيا

شاهد: روبوت يعيد تجميع اللوحات الجدارية الأثرية من بومبي

استطاع مشروع “ري بير” (RePAIR) بنجاح استخدام الأذرع الروبوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في ترميم قطع أثرية متضررة من موقع بومبي الأثري في إيطاليا. يمثل هذا الإنجاز تطوراً كبيراً في مجال ترميم الآثار، حيث يوفر حلاً سريعاً ودقيقاً لتحديات إعادة تجميع القطع المكسورة والمعقدة. وقد تم نشر تفاصيل هذا الإنجاز مؤخراً من قبل وكالة “رويترز”، مسلطاً الضوء على الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا في الحفاظ على التراث الثقافي.

تم الكشف عن نتائج المشروع في 30 نوفمبر 2025، ويستهدف بشكل أساسي الجداريات القديمة المتضررة. ركزت الجهود الأولية على لوحتين سقفيتين كبيرتين تعرضتا لأضرار خلال ثوران بركان بومبي، بالإضافة إلى أضرار لاحقة بسبب القصف خلال الحرب العالمية الثانية. يهدف المشروع إلى تطوير طرق جديدة وفعالة لإعادة إحياء هذه الكنوز التاريخية.

الذكاء الاصطناعي وترميم الآثار: شراكة واعدة

يعتمد مشروع “ري بير” على مزيج فريد من التقنيات المتقدمة. تشمل هذه التقنيات التعرف المتقدم على الصور، وحل الألغاز المعقدة باستخدام الذكاء الاصطناعي المتطور، بالإضافة إلى أيدي روبوتية فائقة الدقة. تسمح هذه الأذرع الروبوتية بمعالجة القطع الأثرية الحساسة بعناية فائقة، مما يقلل من خطر حدوث المزيد من الضرر.

تحديات إعادة التجميع

يواجه خبراء ترميم الآثار تحدياً شبيهاً بحل لغز الصور المقطوعة العملاقة عند محاولة إعادة تجميع الجداريات المكسورة. ومع ذلك، فإن المهمة أكثر تعقيداً لعدة أسباب، أبرزها عدم وجود صورة مرجعية واضحة للشكل النهائي، بالإضافة إلى احتمال فقدان بعض القطع الأصلية. هذا يجعل عملية الترميم اليدوية طويلة ومضنية.

وعلق غابرييل زوختريجل، مدير الموقع الأثري، على المشروع التجريبي، موضحاً أنه بدأ استجابةً للحاجة الملحة لإعادة تجميع أجزاء من اللوحات الجدارية التي دمرت خلال الحرب العالمية الثانية. ويتوافق هذا مع الجهود العالمية المتزايدة لدمج التكنولوجيا في صيانة التراث الثقافي.

التحوط للحفاظ على الأصالة

من أجل الحفاظ على القطع الأثرية الأصلية، قام الفريق البحثي من جامعة كا فوسكاري في البندقية باختبار الأذرع الروبوتية على نسخ طبق الأصل من أجزاء اللوحات الجدارية المحطمة. هذه الخطوة ضرورية لضمان تطوير طرق ترميم آمنة وفعالة قبل تطبيقها على التحف الحقيقية. ويعتبر هذا النهج متحفظاً ولكن ضرورياً لحماية التراث الثقافي الثمين.

يُذكر أن هذا المشروع يمثل جزءاً من اتجاه أوسع نحو استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة، بما في ذلك صيانة الممتلكات الثقافية. وتشير التقارير إلى أن هذه التقنيات يمكن أن تساعد في تسريع عمليات الترميم، وتحسين دقتها، وتقليل التكاليف. التحول الرقمي للمتاحف والمواقع الأثرية حول العالم يعزز بشكل متزايد من استخدام مثل هذه الأدوات.

علاوة على ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على إعادة تجميع القطع المكسورة، بل يمتد أيضاً إلى تحليل المواد المستخدمة في الآثار، والكشف عن تفاصيل مخفية، وتقديم رؤى جديدة حول تاريخ الحضارات القديمة. هذا يفتح آفاقاً جديدة للبحث والاكتشاف في مجال علم الآثار. استخدام تقنيات مثل التصوير ثلاثي الأبعاد (3D scanning) يُساعد أيضاً في توثيق الآثار بشكل دقيق قبل وأثناء وبعد الترميم.

يجري حالياً المزيد من التطوير والتحسين على أنظمة الروبوتات المستخدمة، مع التركيز على زيادة قدرتها على التكيف مع الأشكال والأحجام المختلفة للقطع الأثرية. ومن المتوقع أن يتم إجراء اختبارات إضافية على الموقع الأثري في بومبي في الربع الأول من عام 2026، بهدف تقييم أداء الروبوتات في بيئة واقعية.

يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه التقنية ستصبح المعيار الذهبي في ترميم التحف الأثرية على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن النتائج الأولية واعدة، وتشير إلى أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعبا دوراً حاسماً في الحفاظ على تراثنا الثقافي للأجيال القادمة. ويتوقع المراقبون تقارير مفصلة عن النتائج وقد يتم نشرها في المجلات العلمية المتخصصة في مجال علم الآثار والحفاظ على التراث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى