ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين، لتسجل أعلى مستوى لها في ستة أسابيع، مدفوعة بمخاوف متزايدة بشأن تباطؤ النمو العالمي واحتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي. في الوقت نفسه، شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً بعد تأكيد مجموعة أوبك بلس التزامها بخطط الإنتاج الحالية، مما أثار تساؤلات حول مستقبل إمدادات الطاقة العالمية.
سجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.27% ليصل إلى 2324.31 دولارًا للأوقية (الأونصة) في وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن بلغ ذروته عند 2337.88 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ 21 أكتوبر. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.56% لتصل إلى 2337.40 دولارًا للأوقية. وتأتي هذه الارتفاعات في ظل تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
أسعار الذهب ترتفع بدعم من توقعيات خفض الفائدة
يرجع الارتفاع في أسعار الذهب بشكل كبير إلى التوقعات المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع. تشير التصريحات الأخيرة من مسؤولين في الفيدرالي، مثل كريستوفر والر وجون ويليامز، إلى تحول في السياسة النقدية نحو التيسير، خاصةً في ظل البيانات الاقتصادية الأمريكية الأحدث التي تشير إلى تباطؤ النمو. وفقًا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، تتوقع الأسواق حاليًا احتمالية بنسبة 87% لخفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم.
بالإضافة إلى ذلك، تدعم حالة عدم اليقين الجيوسياسي الحالية، بما في ذلك الصراعات المستمرة في مناطق مختلفة من العالم والتصعيد المحتمل للتوترات التجارية، الطلب على الذهب كملاذ آمن. ويتجه المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب في أوقات الاضطراب الاقتصادي والسياسي للحفاظ على قيمة استثماراتهم.
تأثير التطورات الأخرى على المعادن الثمينة
لم يقتصر أداء المعادن الثمينة على الذهب وحده. شهدت الفضة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.35% لتصل إلى 25.85 دولارًا للأوقية بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوى على الإطلاق عند 26.00 دولارًا. أما البلاتين فقد ارتفع بنسبة 0.86% إلى 945.54 دولارًا، في حين زاد البلاديوم بنسبة 1.39% إلى 1060.25 دولارًا.
وفي سياق متصل، تراجعت الأسهم الأمريكية في التعاملات الآسيوية، مع انخفاض العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 0.8%. كما انخفضت العملات المشفرة بشكل حاد، حيث تراجعت عملة بيتكوين بنسبة 4.85% لتصل إلى 65,000 دولار، وانخفضت عملة إيثريوم بنسبة 5.67% إلى 3,400 دولار.
أسعار النفط تتلقى دفعة من قرارات أوبك بلس والتوترات الجيوسياسية
في سوق النفط، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 2% اليوم الاثنين بعد أن أكد تحالف أوبك بلس التزامه بخطط الإنتاج الحالية. وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد المخاوف بشأن الإمدادات، خاصةً مع توقف صادرات النفط من خط أنابيب بحر قزوين بسبب الهجمات، بالإضافة إلى التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وفنزويلا. كما ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المجال الجوي فوق فنزويلا في زيادة حالة عدم اليقين في السوق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2% لتصل إلى 84.13 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.12% ليصل إلى 79.84 دولارًا للبرميل. يذكر أن الخامين قد أنهيا الشهر الماضي على انخفاض للشهر الرابع على التوالي، وهو أطول سلسلة خسائر منذ عام 2023.
وبحسب المحللين، فإن قرار أوبك بلس بالحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية يقدم بعض الدعم لسوق النفط، ويساعد على استقرار توقعات النمو في المعروض خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، لا يزال سوق النفط عرضة لتقلبات كبيرة بسبب التطورات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة.
من المقرر أن يصدر مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة يوم الجمعة المقبل، ومن المتوقع أن يقدم هذا المؤشر مزيدًا من الإشارات حول مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. سيراقب المستثمرون عن كثب هذه البيانات لتقييم مدى احتمال خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب وتقييم الأداء المستقبلي للذهب والنفط.
