الشيخة موزا تشهد افتتاح قمة الطب الدقيق ومستقبل علم الجينوم

شهدت الدوحة اليوم انطلاق قمة الطب الدقيق ومستقبل علم الجينوم (PMFG 2025) في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بمشاركة خبراء دوليين ومحليين. القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، تهدف إلى استكشاف أحدث التطورات في مجال الطب الدقيق وتطبيقاته في تحسين الرعاية الصحية في قطر والمنطقة. تولي المؤسسات القطرية اهتمامًا متزايدًا بتقنيات الجينوم كجزء من رؤية قطر الوطنية 2030.
رعت افتتاح القمة الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بحضور السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة، وعدد من الشيوخ والمسؤولين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات الرعاية الصحية والهيئات الأكاديمية الدولية. يُعد هذا الحدث منصة مهمة لتبادل المعرفة والخبرات في مجال علم الجينوم والطب الشخصي.
أهمية الطب الدقيق في تطوير الرعاية الصحية
يشير الطب الدقيق إلى نهج في الرعاية الصحية يأخذ في الاعتبار التباينات الفردية في الجينات والبيئة ونمط الحياة. يهدف هذا النهج إلى تقديم العلاجات الأكثر فعالية للمرضى بناءً على خصائصهم الفريدة، مما يقلل من الآثار الجانبية ويحسن النتائج الصحية. تعتمد تطبيقات الطب الدقيق بشكل كبير على تحليل بيانات علم الجينوم لفهم الاستعداد الوراثي للأمراض والاستجابة للعلاجات المختلفة.
كلمات افتتاحية ورؤية المؤتمر
تضمنت فعاليات الافتتاح كلمات للمؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة “ميلا ميراكل”، جوليا فيتاريلو، والبروفيسور إد ليو من مختبر “جاكسون”. ركزت الكلمات على الإمكانات الهائلة التي يوفرها الطب الدقيق في تشخيص وعلاج الأمراض المعقدة، مثل السرطان وأمراض القلب والأمراض الوراثية. اختتم حفل الافتتاح بجلسة رئيسية ناقشت أسس بناء قطاع رائد للطب الدقيق في قطر، مع التركيز على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والقطاع الصحي.
دور سدرة للطب في تعزيز الأبحاث الجينومية
أكد الدكتور خالد فخرو، رئيس قسم الأبحاث في سدرة للطب، التزام المؤسسة بدعم علوم الجينوم والبحوث التطبيقية وتطبيقات الصحة الدقيقة. وأشار إلى أن تنظيم قمة PMFG يأتي في إطار جهود سدرة للطب لتعزيز القدرات البحثية والابتكارية في مجال الرعاية الصحية الشخصية. تستثمر سدرة للطب بشكل كبير في البنية التحتية التكنولوجية والكوادر البشرية المؤهلة لإجراء أبحاث متقدمة في علم الجينوم.
تعتبر قطر من أوائل الدول في المنطقة التي تبنت مفهوم الطب الدقيق، وتسعى إلى تطوير قطاع صحي متكامل يعتمد على أحدث التقنيات والابتكارات. أطلقت وزارة الصحة العامة العديد من المبادرات لتطبيق الطب الدقيق في مجالات مختلفة، مثل الفحص الجيني للأمراض الوراثية وعلاج السرطان بناءً على التحليل الجيني للأورام.
الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية وتحليل التسلسل الجيني يعتبر محوريًا في تطوير الطب الدقيق. ومن المتوقع أن تشهد هذه المجالات نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مع تزايد الطلب على خدمات التشخيص والعلاج الشخصية. تتطلع قطر إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للطب الدقيق، من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتطوير الكفاءات المحلية.
بينما يُركز المؤتمر على التقدم العلمي، هناك أيضًا نقاش متزايد حول الجوانب الأخلاقية والقانونية والاجتماعية المرتبطة بالطب الدقيق. فهناك حاجة إلى وضع إطار تنظيمي واضح لضمان حماية خصوصية المرضى ومنع التمييز على أساس المعلومات الجينية.
التحديات والفرص المستقبلية
يواجه تطبيق الطب الدقيق في قطر والمنطقة بعض التحديات، مثل ارتفاع تكلفة الاختبارات الجينية ونقص الكوادر المتخصصة. ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من الفرص المتاحة لتطوير هذا المجال، مثل الاستفادة من التقدم التكنولوجي السريع وتزايد الوعي بأهمية الطب الدقيق. من بين هذه الفرص، تطوير البنية التحتية اللازمة لتخزين وتحليل البيانات الجينية الكبيرة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والقطاع الصحي لتسريع عملية ترجمة الاكتشافات العلمية إلى تطبيقات عملية.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة من قمة PMFG 2025 تقديم العديد من الأوراق البحثية والعروض التقديمية التي تسلط الضوء على أحدث التطورات في مجال الطب الدقيق. كما سيتضمن البرنامج ورش عمل تدريبية للمهنيين الصحيين والباحثين. سيراقب المراقبون عن كثب أي إعلانات تتعلق بتوجهات السياسة الصحية الجديدة أو برامج التمويل المخصصة لدعم أبحاث علم الجينوم.
من المقرر أن يعلن مستشفى سدرة للطب عن توصيات المؤتمر، وملخص لأبرز النتائج، بحلول نهاية الربع الأول من عام 2026. سيشمل ذلك تقييمًا دقيقًا للتحديات التي تواجه تطبيق الطب الدقيق، بالإضافة إلى تحديد المجالات التي تتطلب المزيد من الاستثمار والبحث. ستكون هذه التوصيات بمثابة خارطة طريق لتطوير قطاع الطب الدقيق في قطر على المدى الطويل.





