“نتنفس هواءكم” جماعة إيرانية تخترق سيارة عالم نووي إسرائيلي وتثير المنصات

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مع إعلان مجموعة “حنظلة” السيبرانية الإيرانية عن نجاحها في اختراق بيانات كبير المهندسين النوويين الإسرائيليين، إسحاق غيرتز، ووصولها إلى منزله. وقد أثارت هذه العملية، التي تتزامن مع ذكرى اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، تساؤلات حول مستوى الأمن السيبراني في إسرائيل وقدرة طهران على الرد على الهجمات التي تستهدف برنامجها النووي.
الحدث، الذي وقع في 1 ديسمبر 2025، أعلنت عنه المجموعة عبر نشر مقطع فيديو يزعم تصويره لحظة وضع باقة ورود داخل سيارة غيرتز أمام منزله. كما أرفقت المجموعة رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بإهمال شؤون شعبه. لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليق رسمي حتى الآن.
اختراق الأمن السيبراني لإسرائيل: تفاصيل العملية
وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية “إيسنا”، تمكنت مجموعة “حنظلة” من الحصول على جميع بيانات غيرتز بعد اختراق نظام مركز سوريك الإسرائيلي للأبحاث النووية. وتشمل هذه البيانات بريده الإلكتروني وعنوان منزله وتفاصيل حول أماكن عمله الحالية والسابقة. يُعد غيرتز مهندس أنظمة في منشأة سارف المتطورة، وهي منشأة ذات أهمية استراتيجية كبيرة في البرنامج النووي الإسرائيلي.
أهمية منشأة سوريك
تعتبر منشأة سوريك مركزًا علميًا واستراتيجيًا رئيسيًا لإسرائيل، حيث تضم مفاعلًا نوويًا ومعهدًا متقدمًا للأبحاث والتطوير في مجالات الفيزياء والاستشعار والفضاء والطب النووي. يُعتقد أن المنشأة تلعب دورًا حاسمًا في تطوير التقنيات النووية الإسرائيلية.
أعلنت المجموعة أيضًا عن استعدادها لدفع مكافأة مالية قدرها 10 آلاف دولار لمن يقدم معلومات عن شخصيات إسرائيلية حساسة. هذا الإعلان يثير مخاوف بشأن إمكانية استهداف المزيد من الشخصيات الإسرائيلية في المستقبل.
ردود الفعل على العملية
انقسمت ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي حول هذه العملية. بعض المغردين أشادوا بها باعتبارها اختراقًا أمنيًا كبيرًا، بينما سخر آخرون منها واعتبروها رد فعل ضعيفًا مقارنة بالهجمات التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني.
أحد المغردين وصف العملية بأنها “إشارة إلى الاختراق المادي والإلكتروني لخصوصية الكيان الإسرائيلي”، محذرًا من أن أمن إسرائيل “يتدهور”. في المقابل، انتقد مغرد آخر العملية ووصفها بأنها “تفاها”، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين يستهدفون علماء إيرانيين بشكل مباشر.
كما عبر بعض المغردين عن استيائهم من عدم اتخاذ المجموعة الإيرانية إجراءات أكثر صرامة ضد غيرتز، مطالبين بقتله بدلًا من مجرد وضع باقة ورد.
التهديدات السيبرانية وتصعيد التوترات
تأتي هذه العملية في سياق تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. لقد تبادلت الدولتان الاتهامات بشأن التورط في هجمات سيبرانية متبادلة في الماضي.
يعتبر الأمن القومي أولوية قصوى لكلا البلدين، وتعتبر الهجمات السيبرانية تهديدًا خطيرًا لهذه الأولوية.
بالإضافة إلى ذلك، يثير هذا الحادث تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية البنية التحتية الحيوية والشخصيات الهامة في إسرائيل.
من المتوقع أن تواصل مجموعة “حنظلة” وغيرها من الجماعات السيبرانية الإيرانية استهداف إسرائيل في المستقبل. من المرجح أيضًا أن تستثمر إسرائيل المزيد من الموارد في تعزيز دفاعاتها السيبرانية.
في الأيام والأسابيع القادمة، من المتوقع أن يتم تحليل العملية بشكل أعمق من قبل خبراء الأمن السيبراني لتحديد نقاط الضعف التي تم استغلالها وكيفية منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. كما سيراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات لمعرفة ما إذا كانت هذه العملية ستؤدي إلى تصعيد إضافي في التوترات بين إسرائيل وإيران.





