Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

لماذا تهمّش هوليود النجمات بعد بلوغ الأربعين وتحتفي بـ”الثعالب الفضية”؟

تواجه الممثلات في هوليود معضلة فريدة: ففي حين يُحتفى بالنجوم الذكور مع التقدم في العمر باعتبارهم رموزًا للحكمة والخبرة، غالبًا ما تواجه الممثلات تراجعًا في الفرص بعد سن الأربعين أو الخمسين. هذه الظاهرة، التي يشار إليها أحيانًا بـ “تضاؤل فرص الممثلات”، تثير تساؤلات حول التمييز على أساس العمر والديناميكيات المتغيرة في صناعة السينما. وتستمر العديد من الممثلات المخضرمات في النضال من أجل استعادة السيطرة على مسيرتهن المهنية وتحدي الصور النمطية السائدة.

تشير دراسات حديثة إلى أن الأدوار المتاحة للممثلات الأكبر سنًا تتقلص بشكل ملحوظ، وغالبًا ما يقتصرن على أدوار الأمهات أو الشخصيات الداعمة. هذا التغيير في المشهد الترفيهي ليس مجرد مسألة شخصية، بل يعكس تحيزًا هيكليًا أعمق تجاه المرأة والشيخوخة في هوليود. هذا التراجع في أدوار البطولة يؤثر بشكل كبير على رؤية الجمهور للمرأة، وعلى تمثيل النساء في الثقافة الشعبية.

تحديات تضاؤل فرص الممثلات في هوليود

في مقابلة حديثة، أشارت كيت بلانشيت، الممثلة الحائزة على جوائز عديدة، إلى أن صناعة السينما لطالما افترضت ضمنيًا أن “صلاحية” الممثلة لا تتجاوز بضعة أعوام في أدوار البطولة. وأوضحت أن هذا الافتراض كان سائدًا في بداية مسيرتها المهنية، ولا يزال يؤثر على فرص الممثلات حتى اليوم. الأمر يتعلق بالضغط المستمر على الممثلات للحفاظ على مظهر الشباب، ويؤدي ذلك إلى استبعاد الكثيرات منهن من المنافسة.

أظهرت دراسة أجرتها جامعة كورنيل أن الأدوار المحورية للمرأة على الشاشة تتضاءل بشكل كبير مع التقدم في السن، في حين أن نظيراتها الذكور يتمتعن بفرص أكثر استدامة. بيّنت الدراسة أن الحوار يقل، وأهمية الشخصية تتراجع، وحتى إمكانية وجود علاقة عاطفية في القصّة تصبح أقل مع تقدم العمر. هذا التمييز يؤثر ليس فقط على المسيرة المهنية للممثلات، بل على التصورات الاجتماعية حول المرأة والشيخوخة.

نجمات يعيدن تشكيل المشهد

على الرغم من هذه التحديات، تشهد هوليود حركة متنامية بقيادة ممثلات يرفضن قبول التهميش القائم على العمر. هنّ يستخدمن منصاتهن للدعوة إلى المزيد من التمثيل المتنوع، وإنتاج محتوى يعكس تعقيدات تجربة المرأة مع التقدم في العمر. مونيكا بيلوتشي، على سبيل المثال، كسرت الحواجز التقليدية من خلال قبول أدوار رئيسية في وقت لاحق من حياتها المهنية.

جوليا روبرتس، التي كانت رمزًا للرومانسية في التسعينيات، انتقلت تدريجيًا إلى أدوار أكثر نضجًا، وإن كانت غالبًا ما تكون أدوارًا للأمهات أو الشخصيات ذات السلطة. ساندرا بولوك، على الرغم من استمرارها في الحصول على أدوار مهمة، أثارت مخاوف بشأن التوقعات غير الواقعية التي تفرض على الممثلات للحفاظ على مظهر الشباب. هذه التحولات تعكس كيف تعيد هوليود تعريف أدوار المرأة مع تقدمهن في السن، ولكنها أيضًا تثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التغييرات كافية.

السينما المستقلة كبديل

بالإضافة إلى النضال داخل نظام هوليود، تلجأ العديد من الممثلات إلى السينما المستقلة ومنصات البث الرقمي للعثور على أدوار تمنحهن المزيد من الاستقلالية الفنية. هذه المنصات توفر مساحة للممثلين لتقديم قصص أكثر جرأة وتعقيدًا، دون قيود الميزانية أو التوقعات التجارية التي غالبًا ما تفرضها استوديوهات هوليود الكبرى. هذه الخطوة تساهم في تنوع الخيارات المتاحة للممثلات، ومنحهن فرصة لإعادة صياغة صورتهن المهنية.

ميغ رايان، إحدى نجمات التسعينيات البارزات، واجهت هي الأخرى تحديات مماثلة. بعد فترة من النجاح الكبير، وجدت نفسها أمام عدد أقل من الأدوار، لكنها عادت إلى الظهور في أدوار جديدة ومثيرة في السنوات الأخيرة. وتُظهر قصص رايان وبيلوتشي وروبرتس وبولوك أن التحدي ليس مجرد مسألة الحصول على الأدوار، بل يتعلق بإعادة تعريف معايير الجمال والنجاح في هوليود.

يشير الخبراء إلى أن التغيير في هذا المشهد قد يكون بطيئًا، لكن الضغوط المتزايدة من الجمهور والنقاد والممثلات أنفسهن تساهم في إحداث وعي أكبر بهذه القضية. بالإضافة إلى ذلك، فإن النجاح التجاري للأفلام التي تتميز بممثلات أكبر سنًا يثبت أن هناك جمهورًا مهتمًا برؤية قصص واقعية وشخصيات متنوعة على الشاشة. وسيبقى موضوع تمثيل المرأة، وخاصة مع التقدم في العمر، قيد النقاش والتطوير في السنوات القادمة.

من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة المزيد من الجهود لتغيير هذه الديناميكية، مع التركيز على دعم الممثلات في جميع مراحل حياتهن المهنية، وتقديم قصص متنوعة تعكس واقع تجربة المرأة. لا يزال الطريق طويلاً، ولكن الحركة المتنامية نحو المساواة والتمثيل العادل تشير إلى أن التغيير ممكن، وأن هوليود يمكن أن تصبح مكانًا أكثر ترحيبًا وشمولية للممثلات في جميع الأعمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى