حاز جائزة الأوسكار عن “شكسبير عاشقا”.. الملك تشارلز ينعى الكاتب المسرحي البريطاني توم ستوبارد

توفي الكاتب المسرحي البريطاني البارز **توم ستوبارد** عن عمر يناهز 88 عامًا، مخلفًا وراءه إرثًا أدبيًا مسرحيًا وسينمائيًا غنيًا. وقد أعلنت وكالة “يونايتد إيجنتس” عن وفاته، مؤكدةً أنه رحل بسلام في منزله في دورست، محاطًا بأفراد عائلته. ستوبارد، الحائز على جائزة الأوسكار، كان من أبرز الكتاب في جيله، وترك بصمة لا تُمحى في عالم الدراما.
يأتي هذا النبأ الحزين بعد مسيرة مهنية امتدت لأكثر من ستة عقود، شهدت خلالها ستوبارد تقديم أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية حازت على تقدير عالمي. وُلد ستوبارد في تشيكوسلوفاكيا عام 1937، ثم هاجر مع عائلته إلى بريطانيا هربًا من الاحتلال النازي، وهو ما أثر بشكل كبير في رؤيته الفنية.
رحلة **توم ستوبارد** الإبداعية وإسهاماته في المسرح
بدأ ستوبارد مسيرته المهنية كصحفي قبل أن يتفرغ للكتابة المسرحية، حيث سرعان ما برز كموهبة فريدة. اشتهر بمسرحيته “روزنكرانتز وجيلدنستيرن ماتا”، وهي إعادة تصور ذكية وشائقة لشخصيتين ثانويتين من مسرحية “هاملت” لشكسبير. وقد نالت هذه المسرحية نجاحًا كبيرًا وأثارت نقاشات واسعة حول طبيعة الوجود والمعنى.
لم يقتصر إبداع ستوبارد على الكوميديا العبثية، بل قدم أعمالًا متنوعة تتناول قضايا فلسفية واجتماعية وسياسية معقدة. من بين أعماله البارزة الأخرى “أركاديا” و”ذا كوست أوف يوتوبيا”، اللتين عكستا قدرته الفائقة على المزج بين الفكر العميق واللغة الشعرية.
الجوائز والتكريمات
حصل ستوبارد على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة طوال مسيرته، بما في ذلك جائزة الأوسكار عن سيناريو فيلم “شكسبير عاشقا” عام 1998. كما حصل على لقب فارس من الملكة إليزابيث الثانية عام 1997 تقديرًا لإسهاماته القيمة في الأدب والثقافة البريطانية. هذه الجوائز تعكس التقدير الواسع الذي حظي به ستوبارد من قبل النقاد والجمهور على حد سواء.
عقب إعلان وفاته، أعرب الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا عن “حزن بالغ” لرحيل “صديق عزيز أظهر عبقريته بكل تواضع”، حسبما جاء في بيان صادر عن قصر باكنغهام. وأضاف البيان أن قلمه كان قادرًا على تناول أي موضوع، وأن أعماله ستظل مصدر إلهام وتأثير للجمهور.
كما شارك مغني الروك ميك جاغر حزنه عبر منصة إكس، حيث كتب أن “توم ستوبارد كان كاتبي المسرحي المفضل”، معربًا عن أسفه لفقدان هذا المبدع الكبير. هذا التفاعل من قبل شخصيات بارزة يوضح مدى تأثير ستوبارد على مختلف المجالات الإبداعية.
وأثنت وكالة “يونايتد إيجنتس” على صفات ستوبارد الإنسانية، مشيرةً إلى أنه سيُذكر ليس فقط بأعماله المبدعة، بل أيضًا بذكائه وعفويته وسخائه وحبه العميق للغة الإنجليزية. وأضافت الوكالة أن العمل معه والتعرف عليه كان شرفًا كبيرًا.
ستوبارد كان يتمتع بأسلوب كتابة فريد، يجمع بين **الكوميديا** و **الفلسفة** و **الذكاء** اللغوي. تتميز مسرحياته بالحوارات السريعة والملتوية، والشخصيات المعقدة، والموضوعات العميقة التي تدعو إلى التفكير والتأمل. كما يعتبر من رواد المسرح **العبثي** الحديث.
من المتوقع أن يشهد إرث توم ستوبارد إحياءً واسعًا في الفترة القادمة، مع تنظيم عروض ومهرجانات خاصة لتكريم أعماله. كما من المحتمل أن تزداد دراسة وتحليل مسرحياته في الأوساط الأكاديمية والنقدية. وتشير التقديرات إلى أن أعماله ستظل تحتل مكانة مرموقة في تاريخ المسرح الحديث لسنوات طويلة قادمة، وسيستمر المؤلفون والمنتجون في إعادة إنتاجها وتكييفها مع الأجيال الجديدة. الفترة القادمة ستوضح أيضًا كيفية إدارة حقوق الملكية الفكرية لأعماله، والترتيبات الخاصة بملكيته الأدبية.





