Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

الدول الآسيوية المنكوبة بالفيضانات تستعجل المساعدات

تجاوز عدد الضحايا جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية المدمرة، الناجمة عن الأمطار الغزيرة غير المسبوقة في جنوب شرق آسيا وسريلانكا، 1300 قتيل. ويواجه العاملون في مجال الإغاثة تحديات كبيرة في توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المعزولة، خاصة في إندونيسيا حيث أودى سوء الأحوال الجوية بحياة أكثر من 700 شخص وتسبب في نزوح مليون آخرين. وتعتبر هذه الكارثة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.

بدأت الأمطار الموسمية الغزيرة في الهطول بغزارة، بالتزامن مع تأثير إعصارين استوائيين منفصلين الأسبوع الماضي، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق في سريلانكا وأجزاء كبيرة من جزيرة سومطرة الإندونيسية، وجنوب تايلاند، وشمال ماليزيا. وقد أدت هذه الظروف الجوية القاسية إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الحياة اليومية لملايين الأشخاص.

تأثيرات الأمطار القياسية وارتفاع عدد الضحايا

أظهر تحليل بيانات الطقس الأمريكية أن غزارة الأمطار في العديد من المناطق المتضررة بلغت مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد من الزمان. وسجلت الهيئة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أعلى مستويات هطول الأمطار الشهرية منذ عام 2012 في مناطق واسعة من إندونيسيا والفلبين وماليزيا وفيتنام وتايلاند وبورما وكمبوديا ولاوس، بالإضافة إلى معظم أنحاء سريلانكا.

ارتفع عدد القتلى في إندونيسيا إلى 712 شخصًا، ولا يزال أكثر من 500 مفقودًا، بينما تم إجلاء أكثر من مليون شخص، وفقًا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث. وفي سريلانكا، لقي 465 شخصًا حتفهم ولا يزال 366 في عداد المفقودين، مع تضرر أكثر من 7 ملايين نسمة، حسب إحصاءات هيئة إدارة الكوارث السريلانكية.

تغير المناخ وتفاقم الكوارث الطبيعية

يرى الخبراء أن تغير المناخ يلعب دورًا كبيرًا في زيادة حدة هذه الظواهر الجوية المتطرفة. فالغلاف الجوي الأكثر دفئًا يحتفظ بكميات أكبر من الرطوبة، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى زيادة قوة العواصف.

على الرغم من توقف الأمطار في بعض المناطق، مما سمح بانحسار مياه الفيضانات جزئيًا، إلا أن الكارثة خلفت دمارًا هائلاً. يواجه الناجون صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء ومياه الشرب النظيفة، مما يزيد من المخاطر الصحية.

خطر المجاعة ونقص الموارد

أفاد سكان منطقة آتشيه، التي تضررت بشدة، بأن المقتدرين يخزنون المؤن تحسبًا لنقص حاد في المواد الغذائية. وقد أدى ندرة الإمدادات إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية. وأعلنت الحكومة الإندونيسية عن إرسال 34 ألف طن من الأرز و6.8 مليون لتر من زيت الطهي إلى المقاطعات الأكثر تضررًا.

وشدد وزير الزراعة الإندونيسي على ضرورة تسريع عمليات الإغاثة، بينما دعا البعض إلى إعلان حالة الطوارئ لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل أسرع. وتعمل المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم اللازم، محذرة من خطر نفاد الضروريات الأساسية في الأسواق المحلية.

وأعربت “منظمة الإغاثة الإسلامية” عن قلقها بشأن خطر نقص الغذاء والمجاعة في مقاطعة آتشيه، إذا لم تتم استعادة سلاسل الإمداد خلال الأيام القليلة القادمة. وتواجه مقاطعات سومطرة الأخرى تحديات مماثلة، مع توقع ارتفاع عدد القتلى بسبب استمرار البحث عن المفقودين.

وفي سريلانكا، تعتبر هذه الفيضانات هي الأسوأ منذ تسونامي عام 2004. وتعهد الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي بإعادة إعمار المناطق المتضررة، معربًا عن أسفه لما وصفه بـ”أسوأ كارثة في تاريخ” البلاد. وقد تلقت سريلانكا دعمًا من القوات الجوية الهندية والباكستانية في عمليات الإجلاء وتوزيع المساعدات الطارئة.

على الرغم من انحسار الأمطار في معظم أنحاء سريلانكا، لا تزال التحذيرات من الانهيارات الأرضية سارية في المناطق الوسطى الأكثر تضررًا. وتستمر الجهود لتقييم حجم الأضرار وتحديد الاحتياجات العاجلة للسكان المتضررين.

من المتوقع أن تستمر عمليات البحث عن المفقودين وتقديم المساعدات الإنسانية في الأيام والأسابيع القادمة. وسيكون من الضروري مراقبة تطورات الوضع الجوي عن كثب، وتقييم الأضرار طويلة الأجل، ووضع خطط لإعادة الإعمار والتأهيل. كما يجب التركيز على تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ لتقليل المخاطر المستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى