افتتح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري فعاليات موسم الجهراء الثقافي الثاني في القصر الأحمر، والذي يستمر حتى منتصف شهر فبراير من العام المقبل. يهدف الموسم، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى تعزيز التراث الكويتي وإبراز مكانة الجهراء كمركز ثقافي نابض بالحياة. هذا الحدث يمثل استمرارًا للجهود الوطنية لدعم الحراك الثقافي في جميع أنحاء البلاد.
جاء الافتتاح تزامنًا مع احتفال الكويت بلقب عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025، مما يعكس التزام الدولة بتعزيز دورها الريادي في المشهد الثقافي والإعلامي العربي. وقد أشاد الوزير المطيري بالدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الكويتية للثقافة والتراث، مؤكدًا على أهمية هذه الركائز في بناء الهوية الوطنية وتعزيز التقارب الإنساني.
أهمية موسم الجهراء الثقافي في تعزيز التراث الوطني
يُعدّ القصر الأحمر، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1896 بأمر من الشيخ مبارك الصباح، رمزًا للصمود والوحدة الوطنية. استضافت ساحاته فعاليات افتتاح الموسم، ليتحول بذلك من معلم تاريخي إلى منصة ثقافية تعيد إحياء أمجاد الماضي. ووفقًا لتصريحات الوزير المطيري، فإن هذا الموسم يمثل فرصة فريدة لإبراز هذا الإرث العريق وجعله جزءًا من الحاضر والمستقبل.
انضمام الكويت للجنة التراث العالمي
تأتي فعاليات موسم الجهراء الثقافي بعد إعلان انضمام الكويت للجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، ممثلة عن الدول العربية. ويعتبر هذا الإنجاز بمثابة اعتراف دولي بأهمية التراث الكويتي، ويؤكد على نجاح جهود الدولة في الحفاظ عليه. ذلك يعكس ما تحظى به مشاريع الحفاظ على التراث من دعم ورعاية من القيادة السياسية.
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد الجسار، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أن هذا الموسم يهدف إلى تعزيز التواصل بين الجمهور والقطاع الثقافي من خلال فعاليات متنوعة تشمل العروض الفنية والمعارض التراثية. يهدف المجلس إلى ترسيخ موقع القصر الأحمر كمركز إشعاع ثقافي ومحافظة الجهراء في خارطة الأنشطة الثقافية في البلاد.
من جانبه، أكد محافظ الجهراء حمد الحبشي أن الفعاليات تعكس دور الثقافة في رفع الوعي وتعزيز الهوية الوطنية. وقد أشار إلى التعاون الوثيق بين محافظة الجهراء والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيم هذا الموسم، كجزء من نهج وطني يهدف إلى دعم الحراك الثقافي في جميع أنحاء البلاد.
بالإضافة إلى موسم الجهراء الثقافي، تحظى مشاريع ترميم المواقع التاريخية الأخرى في الكويت باهتمام كبير. تسعى الجهات المعنية لتطوير هذه المواقع لتصبح وجهات سياحية وثقافية جاذبة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
تشمل فعاليات موسم الجهراء الثقافي المتنوعة عروضًا مسرحية وموسيقية، ومعارض للفنون التشكيلية والتراثية، وورش عمل ثقافية، وندوات فكرية. يهدف البرنامج إلى تلبية اهتمامات مختلف شرائح المجتمع وتعزيز التفاعل الثقافي بين الأجيال. ومن بين الأنشطة البارزة معارض للصور القديمة، وعروض للأزياء التقليدية، وفعاليات خاصة بالأطفال.
وفي سياق متصل، تشهد الكويت اهتمامًا متزايدًا بالحفاظ على التراث غير المادي، مثل الحرف التقليدية، والأغاني الشعبية، والأمثال والحكايات. تدعم وزارة الإعلام والثقافة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مبادرات تهدف إلى توثيق هذا التراث ونقله إلى الأجيال القادمة. ويأتي ذلك ضمن رؤية شاملة للحفاظ على الهوية الثقافية الكويتية بكل أبعادها.
من المتوقع أن يستضيف القصر الأحمر خلال موسم الجهراء الثقافي العديد من الزوار من داخل وخارج الكويت، ما يسهم في إبراز وجه الكويت الحضاري والثقافي. يُتوقع أيضًا أن ينتج عن الموسم عدد من المبادرات والمشاريع الثقافية التي ستستمر في إثراء المشهد الثقافي الكويتي في المستقبل. ستستمر الجهات المنظمة في تقييم الفعاليات وجمع ملاحظات الجمهور لتحسين النسخ القادمة.
في الختام، يمثل موسم الجهراء الثقافي الثاني خطوة مهمة في جهود الكويت لتعزيز التراث الثقافي والهوية الوطنية. تترقب الأوساط الثقافية الإعلانات الرسمية عن نتائج المهرجان وتقييم تأثيره على الحراك الثقافي في المحافظة وعلى مستوى البلاد بشكل عام. كما يُتوقع أن يُقدم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تقريرًا مفصلًا عن فعاليات الموسم والتحديات التي واجهت التنظيم، وذلك بهدف الاستفادة من هذه الخبرات في التخطيط للمناسبات الثقافية المستقبلية.
