عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاءً مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في موسكو، ناقش خلاله عدة خيارات لـتسوية الحرب في أوكرانيا. وأفاد مسؤول في الكرملين بأن الاجتماع كان بناءً ومثمرًا، مع بحث تفصيلي لمقترحات أمريكية جديدة، بالإضافة إلى أربعة وثائق إضافية قدمتها واشنطن. يأتي هذا اللقاء في ظل جهود دبلوماسية متزايدة لإنهاء الصراع المستمر.
الاجتماع الروسي الأمريكي ومناقشات التسوية
استمرت المباحثات بين بوتين وويتكوف لمدة خمس ساعات تقريبًا، وفقًا لمراسل الجزيرة. وأكد المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف، أن بوتين طلب نقل رسائل سياسية مهمة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اتفق الجانبان على عدم الكشف عن تفاصيل المحادثات، لكن أوشاكوف أوضح أن المناقشات ركزت على مسألة الأراضي وآفاق تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد في أوكرانيا.
مقترحات أمريكية وتنازلات محتملة
أشار المسؤول الروسي إلى أن موسكو قد تكون مستعدة للنظر في بعض جوانب الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب. تتضمن الخطة، المكونة من 28 نقطة، تنازل أوكرانيا عن كامل منطقة دونيتسك لصالح روسيا، بما في ذلك المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية. كما تقترح الخطة منح روسيا السيطرة على منطقتي لوغانسك والقرم، مع تجميد خطوط القتال في خيرسون وزاباروجيا.
هذا التطور يأتي بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها ويتكوف إلى موسكو خلال العام الحالي، حيث بحث الأزمة الأوكرانية وآفاق التعاون بين البلدين. وقد بدأت التحضيرات لقمة أمريكية روسية في ألاسكا في منتصف أغسطس الماضي، بعد زيارة ويتكوف الأخيرة في السادس من أغسطس.
ردود الفعل المحتملة والخطوات التالية
من المتوقع أن يلتقي ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، بوفد من كييف في أوروبا اليوم الأربعاء، وفقًا لمصدر أوكراني. هذا اللقاء يهدف إلى نقل نتائج المحادثات في موسكو إلى الجانب الأوكراني واستطلاع ردود أفعالهم.
في وقت سابق من الشهر الماضي، أعرب بوتين عن اعتقاده بأن الخطة الأمريكية يمكن أن تشكل أساسًا لتسوية سلمية نهائية. تسوية الحرب في أوكرانيا لا تزال تتطلب الكثير من المفاوضات والتنازلات من جميع الأطراف.
التحديات والعقبات المحتملة
على الرغم من التفاؤل الحذر، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه عملية التسوية. الخلافات حول وضع الأراضي المتنازع عليها، وضمانات الأمن، ومستقبل أوكرانيا كدولة مستقلة، تمثل عقبات رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن موقف أوكرانيا من التنازل عن الأراضي يمثل نقطة خلاف جوهرية.
الوضع الإقليمي، بما في ذلك العلاقات بين روسيا والدول الغربية، يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار المفاوضات. الأزمة الأوكرانية تتطلب حلاً دبلوماسيًا شاملاً يراعي مصالح جميع الأطراف المعنية.
من المقرر أن يستمر ويتكوف وكوشنر في جهودهما الدبلوماسية خلال الأيام القادمة، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن عقد لقاء بين بوتين وترامب. ومع ذلك، فإن إمكانية عقد هذا اللقاء تعتمد على التقدم المحرز في مسار التسوية. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت المفاوضات ستنجح في تحقيق انفراجة حقيقية، لكن الجهود الدبلوماسية مستمرة.
