Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

السعودية تبدأ إنتاج معمل غاز الجافورة التابع لأرامكو

أعلنت وزارة المالية السعودية يوم الثلاثاء بدء الإنتاج في المرحلة الأولى من حقل غاز الجافورة، وهو مشروع ضخم يهدف إلى تعزيز إنتاج المملكة من الغاز الصخري. وبدأ الإنتاج بمعدل 450 مليون قدم مكعبة يوميًا، وفقًا للبيان الصادر عن الوزارة والذي تم تضمينه في ميزانية عام 2026. يُعتبر هذا الإنجاز خطوة مهمة في خطط المملكة لتنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي.

مشروع الجافورة وأهميته الاستراتيجية للغاز الصخري

يقع حقل الجافورة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ويُعتقد أنه أكبر حقل غاز صخري خارج الولايات المتحدة. تقدر احتياطيات الغاز في الجافورة بحوالي 229 تريليون قدم مكعبة قياسية، مما يجعله مشروعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية للمملكة. ويهدف المشروع إلى الوصول إلى إنتاج مستدام يبلغ ملياري قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2030، وفقًا لتقارير أرامكو السعودية.

أشارت أرامكو السعودية إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تسير وفقًا للجدول الزمني المحدد، وأنها على وشك الاكتمال بنهاية العام الحالي. وصرح الرئيس التنفيذي لأرامكو، أمين الناصر، الشهر الماضي أن مشروع الجافورة يمثل “درة التاج” في محفظة الشركة الاستثمارية.

تمويل المشروع واتفاقيات الشراكة

قامت أرامكو السعودية بتأمين تمويل كبير للمشروع، حيث جمعت 11 مليار دولار من خلال اتفاقية تأجير وإعادة استئجار للمنشآت مع تحالف بقيادة شركة “جلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز” التابعة لـ “بلاك روك”. تُظهر هذه الاتفاقية الثقة في المشروع وقدرته على تحقيق عوائد مجدية للمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، يجري استكشاف المزيد من فرص الشراكة مع شركات عالمية متخصصة في قطاع الطاقة.

يبلغ إجمالي تكلفة مشروع الجافورة حوالي 100 مليار دولار. وسيساهم المشروع في تقليل الاعتماد على النفط الخام لتوليد الطاقة المحليا، مما يتيح للمملكة زيادة حجم النفط الخام المخصص للتصدير. هذه الخطوة تتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

تأثير المشروع على أداء أرامكو

شهدت أرامكو السعودية انخفاضًا في أرباح الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 2.3%، وذلك نتيجة لانخفاض أسعار النفط الخام والمنتجات البترولية. ومع ذلك، فقد تحسن الأداء مقارنة بالربع السابق بفضل زيادة حجم الإنتاج. ويتوقع المحللون أن يلعب مشروع الجافورة دورًا هامًا في تعزيز أداء أرامكو المالي في المستقبل، من خلال زيادة إنتاج الغاز وتوفير فرص جديدة للنمو.

من المتوقع أن يساهم زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المملكة، ودعم القطاعات الصناعية المختلفة. كما يمكن أن يساهم في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التزامات المملكة البيئية. احتياطيات الغاز الضخمة في الجافورة تمثل فرصة كبيرة لتطوير صناعة البتروكيماويات وتعزيز قيمة الموارد الطبيعية.

علاوة على ذلك، فإن تطوير حقل الجافورة يعزز مكانة المملكة كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي، ويساهم في تحقيق الاستقرار في أسعار الوقود. وتركز أرامكو حاليًا على تطوير البنية التحتية اللازمة لعمليات الإنتاج والمعالجة والتصدير، وتدريب الكوادر الوطنية للعمل في المشروع.

في الختام، يمثل مشروع الجافورة نقلة نوعية في قطاع الطاقة السعودي، ومن المتوقع أن يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني. تشمل الخطوات القادمة استمرار العمل في المراحل المتبقية من المشروع، وتحقيق الأهداف الإنتاجية المحددة بحلول عام 2030. يبقى من المهم متابعة التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق الطاقة، وقياس مدى فعالية تقنيات استخراج الغاز الصخري المستخدمة في المشروع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى