Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

ملتقى المدن المستدامة يمنح عقيل مراد جائزة الابتكار في إدارة النفايات

منح ملتقى “مدن مستدامة بهوية عربية” مؤخراً في القاهرة، المهندس الكويتي عقيل مراد جائزة تقديرية للابتكار في إدارة النفايات، وذلك تقديراً لجهوده الرائدة في تطوير حلول مستدامة لمعالجة النفايات وتحويلها إلى موارد. يأتي هذا التكريم في ظل تزايد الاهتمام بقضايا البيئة والحاجة الملحة لتطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري في المنطقة العربية.

حضر حفل التكريم الذي أقيم بالعاصمة المصرية، رئيس هيئة المكاتب الهندسية والدور الاستشارية العربية في اتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل المشري، والأمين العام للاتحاد الدكتور عادل الحديثي. وقد قدم المهندس مراد خلال الملتقى عرضاً مفصلاً حول استراتيجيات متقدمة لإدارة النفايات تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.

أهمية إدارة النفايات في تحقيق الاستدامة الحضرية

تعتبر إدارة النفايات تحديًا كبيرًا تواجهه المدن العربية، خاصة مع النمو السكاني السريع والتوسع الحضاري. ارتفاع معدلات إنتاج النفايات يضع ضغوطًا كبيرة على البنية التحتية القائمة ويتطلب حلولًا مبتكرة وفعّالة. وفقًا لتقارير حديثة، تتجاوز كمية النفايات المنتجة في المدن العربية 100 مليون طن سنويًا، مما يستدعي استثمارات ضخمة في هذا القطاع.

مشاريع رائدة لتحويل النفايات إلى طاقة وموارد

ركز المهندس عقيل مراد في عرضه على مجموعة من المشاريع الرائدة التي يمكن تطبيقها في المدن العربية لتحقيق الاستدامة. تضمنت هذه المشاريع تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية، وإعادة تدوير المخلفات الإنشائية، وإنتاج وقود RDF (الوقود المشتق من النفايات)، ومعالجة النفايات العضوية لإنتاج الأسمدة والوقود الحيوي. تهدف هذه التقنيات إلى تقليل الاعتماد على المطامر التقليدية وتقليل الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة.

أكد مراد أن هذه المشاريع ليست مجرد حلول بيئية، بل هي فرص اقتصادية واعدة. فمن خلال تحويل النفايات إلى موارد، يمكن للدول العربية خلق وظائف جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه الحلول في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل التلوث.

وأشار إلى أن التحول نحو الاقتصاد الدائري يتطلب تغييرًا جذريًا في طريقة التفكير والتعامل مع النفايات. بدلاً من اعتبارها عبئًا، يجب النظر إليها كمصدر قيم للمواد الخام والطاقة. يتطلب هذا التحول أيضًا تعاونًا وثيقًا بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

نماذج عملية لتطبيق مفاهيم الاقتصاد الدائري

قدم المهندس مراد أمثلة عملية لمدن عالمية نجحت في تطبيق مفاهيم الاقتصاد الدائري في إدارة النفايات، مثل مدينة فيينا في النمسا وكوبنهاجن في الدنمارك. استعرض هذه النماذج بشكل تفصيلي، مبيناً التحديات التي واجهتهم والحلول التي توصلوا إليها. وتشمل هذه الحلول استخدام تقنيات الفرز الذكي، وإنتاج البلاستيك المعاد تدويره، وتحويل المخلفات الغذائية إلى سماد عضوي عالي الجودة.

وبين أن تبني هذه التقنيات يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتدريب والتوعية. إلا أن العائد على الاستثمار سيكون كبيرًا على المدى الطويل، من خلال تحسين الصحة العامة والبيئة والاقتصاد. تتزايد أهمية التدوير في ظل نقص الموارد الطبيعية.

توافق رؤى الملتقى مع أهداف التنمية المستدامة

لاقت أفكار المهندس عقيل مراد استحسانًا كبيرًا من المشاركين في الملتقى. وأشادوا بالمستوى العلمي للورقة المقدمة وبالطروحات العملية التي تفتح آفاقًا جديدة أمام المدن العربية لتحقيق الاستدامة. كما أشاروا إلى أن هذه الرؤى تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة 2030، وخاصة الهدفين 11 و 12 اللذين يتعلقان بالمدن المستدامة وأنماط الإنتاج والاستهلاك المسؤول.

ووفقًا لبيان صادر عن الملتقى، فإن تطوير إدارة النفايات في المدن العربية يجب أن يكون أولوية قصوى في السنوات القادمة. يجب على الحكومات العربية وضع خطط واستراتيجيات واضحة لتطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري وتشجيع الابتكار في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليها الاستثمار في البنية التحتية وتوفير التدريب اللازم للعاملين في قطاع إدارة النفايات.

وفي ختام الملتقى، تم التأكيد على أهمية تبادل الخبرات والمعرفة بين المدن العربية في مجال إدارة النفايات. واقترح المشاركون إنشاء شبكة إقليمية للمدن المستدامة لتعزيز التعاون والتنسيق في هذا المجال. يُتوقع أن يساهم هذا الملتقى في تسريع وتيرة التحول نحو مدن عربية أكثر استدامة وصديقة للبيئة.

من المتوقع أن يقوم اتحاد المهندسين العرب بتشكيل لجنة فنية لدراسة المشاريع المقترحة من قبل المهندس عقيل مراد وتقديم توصيات بشأن تطبيقها في المدن العربية. سيتم تقديم هذه التوصيات إلى الحكومات العربية في غضون ستة أشهر. يبقى التحدي الأكبر هو توفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع وضمان استدامتها على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى