بالفيديو.. السفير الفرنسي: علاقات صداقة وشراكة قائمة على الثقة والاحترام بين الكويت وفرنسا

أكد سفير فرنسا لدى الكويت، أوليفييه غوفان، على متانة علاقات الصداقة والتعاون الدفاعي بين البلدين، وذلك خلال حفل استقبال أقيم على متن الفرقاطة الفرنسية (لا بروفانس) التي رست في ميناء الشويخ. وتأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والكويت، والتي تعتبر العلاقات الفرنسية الكويتية من أهم ركائز الأمن الإقليمي. وقد حضر الحفل مسؤولون كويتيون رفيعو المستوى.
الزيارة، التي جرت في 26 نوفمبر 2023، تهدف إلى إبراز التعاون العسكري البحري بين البلدين، وتأتي بعد زيارة تاريخية قام بها سمو أمير الكويت إلى فرنسا في يوليو الماضي. وتعد هذه الزيارة فرصة لتبادل الخبرات ووجهات النظر حول التحديات الأمنية المشتركة في المنطقة.
تعزيز الشراكة الدفاعية الفرنسية الكويتية
تعتبر فرنسا والكويت شريكين قديمين في مجال الدفاع، حيث يعود توقيع اتفاقية الدفاع بينهما إلى عام 1992. وبحسب السفير غوفان، فإن هذه الاتفاقية هي الأقدم من نوعها التي أبرمتها فرنسا مع دول الخليج العربي، مما يعكس الثقة العميقة المتبادلة بين البلدين. ويشكل هذا التعاون عنصراً أساسياً في استقرار منطقة الخليج.
الأبعاد التاريخية لـ العلاقات الفرنسية الكويتية
تطورت العلاقات الفرنسية الكويتية بشكل ملحوظ عقب الغزو العراقي للكويت في عام 1990. وقد لعبت فرنسا دوراً محورياً في تحرير الكويت، حيث شاركت قواتها بفعالية في التحالف الدولي، وتحديداً بنشر حوالي 18 ألف جندي. وقد تركت هذه المشاركة انطباعاً قوياً لدى الشعب الكويتي، وعززت الروابط بين البلدين بشكل دائم.
وبحسب مصادر في وزارة الدفاع الكويتية، فإن التعاون الدفاعي المستمر يشمل مناورات عسكرية مشتركة، وبرامج تدريبية للضباط والجنود الكويتيين في فرنسا. كما تستفيد الكويت من الخبرات الفرنسية في مجال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
الفرقاطة (لا بروفانس) ودورها في المنطقة
الفرقاطة (لا بروفانس) هي سفينة حربية فرنسية متعددة المهام، تابعة للقوات البحرية الفرنسية في المحيط الهندي. وتقوم بأداء مهام متنوعة، بما في ذلك حماية المصالح البحرية الفرنسية، ومكافحة القرصنة، والمشاركة في عمليات المراقبة والاستطلاع. وتخضع السفينة لقيادة الأدميرال هوغ لينيه.
وقد أتاح توقفها في ميناء الشويخ، حسبما صرح قائد السفينة، العقيد بيار لويس جوسلين، فرصة لصيانة المعدات وتحديث الأنظمة، بالإضافة إلى التفاعل مع القوات البحرية الكويتية وتبادل الخبرات. وأشاد العقيد جوسلين بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من قبل الشعب الكويتي، مؤكداً على الأهمية الاستراتيجية لـ **التعاون العسكري** بين البلدين.
وزار السفينة أيضاً مجموعة من الطلاب الثانويين ضمن برنامج (Young Ambassador)، بهدف تعريفهم على أحدث التقنيات العسكرية البحرية الفرنسية. ويعكس هذا البرنامج اهتمام فرنسا بتعزيز الروابط الثقافية والتعليمية مع الكويت.
حضر حفل الاستقبال عدد من كبار المسؤولين الكويتيين، بما فيهم المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بالوكالة، محمد المناعي، بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الكويت.
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات جيوسياسية متسارعة، مما يزيد من أهمية تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين الدول الصديقة. ويعتبر التعاون البحري بين فرنسا والكويت جزءاً لا يتجزأ من الجهود المبذولة للحفاظ على الاستقرار والأمن في الخليج العربي. وتشهد التعاون الفرنسي الكويتي تطورات مهمة في مجالات أخرى مثل الطاقة والثقافة.
من المتوقع أن تشهد العلاقات الفرنسية الكويتية مزيداً من التعزيز خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة. وستركز الجهود على تطوير القدرات العسكرية البحرية للطرفين، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. من المهم مراقبة تطورات الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين، والاجتماعات الثنائية التي ستعقد في المستقبل القريب.




