السودان اليوم.. معارك بدارفور وكردفان وفرار 10 آلاف من الفاشر

تتصاعد المعارك في مناطق متفرقة من السودان، خاصة في إقليمي كردفان ودارفور، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان وتفاقم الأزمة الإنسانية. أفادت مصادر ميدانية باستمرار القتال العنيف، بينما فر آلاف المدنيين من مدينة الفاشر بحثًا عن الأمان. وتُظهر التطورات الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في الوضع الأمني في السودان، مع تأثيرات وخيمة على المدنيين.
ووفقًا لمصادر أمنية سودانية، فقد قصفت القوات مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا بجنوب دارفور، مستهدفةً مخازن للذخيرة ومواقع أخرى. يأتي هذا القصف في سياق الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع للسيطرة على مناطق حيوية في غرب البلاد.
الوضع الأمني في السودان: تصعيد القتال ونزوح المدنيين
تشهد مدينة هجليج النفطية في غرب كردفان قصفًا متواصلاً بالمسيرات، حيث يتمركز اللواء 90 التابع للفرقة 22 في الجيش السوداني. بالتزامن مع ذلك، تدور اشتباكات عنيفة في تخوم مدينة الخوي، مما يعكس حدة القتال الدائر في المنطقة. وتسعى القوات الحكومية إلى صد هجمات قوات الدعم السريع على محور استراتيجي يربط دارفور بالعاصمة الخرطوم.
وفي ولاية جنوب كردفان، تحاصر قوات الدعم السريع، بالتحالف مع الحركة الشعبية، مدينتي الدلنج وكادوقلي، مما يعيق حركة المدنيين ويقطع إمدادات الغذاء والدواء. تدور أيضًا اشتباكات مستمرة في عدة مدن بولاية شمال كردفان، مثل بارا وأم سيالة وأم صميمة وجبرة الشيخ، مما يزيد من تعقيد الأزمة السودانية.
تأثير القتال على المدنيين
اشتعلت المعارك بشكل خاص في إقليم كردفان الغني بالنفط هذا الأسبوع، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين. وذكرت المفوضية السودانية لحقوق الإنسان أنها أحصت مقتل 269 مدنيًا على الأقل في شمال كردفان منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة بارا في 25 أكتوبر الماضي، نتيجة للقصف الجوي والإعدامات الميدانية. هذا التصعيد يثير مخاوف جدية بشأن حماية المدنيين.
وعبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلقه البالغ إزاء هذه التطورات، داعيًا أطراف النزاع إلى وقف القتال فورًا في المناطق الجنوبية. حذر تورك من احتمال وقوع المزيد من الفظائع على خلفية الأحداث المروعة التي شهدتها الفاشر. وشدد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
هروب المدنيين من الفاشر
أعلنت أطباء بلا حدود في السودان أن حوالي 10 آلاف شخص فروا من الفاشر وما حولها بسبب أعمال العنف الجماعية. هؤلاء المدنيون سعوا إلى اللجوء في بلدة طويلة، أملاً في الحصول على الأمان والمساعدة. يعكس هذا النزوح الضغط الهائل على البنية التحتية المحلية والموارد المحدودة.
ويضاف هذا إلى العدد الكبير من النازحين داخليًا وخارجيًا نتيجة الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب في السودان أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وتسببت في نزوح 12 مليون شخص، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية داخل البلاد.
علاوة على ذلك، يواجه السودان تحديات متزايدة فيما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. يتهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع الطرف الآخر بعرقلة هذه الجهود، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين.
الوضع الإنساني يتدهور بسرعة، مع تقارير عن نقص حاد في الغذاء والدواء والماء. وتدعو المنظمات الدولية إلى إتاحة الفرصة الكاملة لوصول المساعدات دون قيود.
من المتوقع أن يستمر التصعيد في القتال خلال الأيام القادمة، مع احتمالية اتساع نطاق الاشتباكات ليشمل مناطق جديدة. ستظل الأولوية القصوى هي حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، في ظل تعقيدات الصراع الدائر في السودان. سيكون من الضروري متابعة التطورات على الأرض وتقييم مدى تأثيرها على الوضع الإنساني والأمني في البلاد.





