أكدت القائم بالأعمال في سفارة مملكة تايلند لدى الكويت أورايوان كورتو على قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك خلال حفل استقبال أقيم بمناسبة العيد الوطني التايلاندي. شهدت العلاقات بين تايلند والكويت نمواً مطرداً منذ تأسيسها في عام 1963، مع تركيز خاص على تعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل السياحة العلاجية والاستثمار، وهي مجالات تساهم بشكل كبير في تدعيم العلاقات التايلندية الكويتية.
جاء حفل الاستقبال في فندق الريجنسي بحضور عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين الكويتيين ورجال الأعمال، ويهدف إلى الاحتفاء بالعيد الوطني التايلاندي الذي يصادف الخامس من ديسمبر. وتعد هذه المناسبة فرصة لتأكيد الروابط المتينة بين الشعبين وتطلع البلدين نحو مستقبل مشرق من الشراكة والازدهار المشترك.
تاريخ طويل من التعاون الثنائي بين تايلند والكويت
تعود جذور العلاقات الدبلوماسية بين تايلند والكويت إلى عام 1963، ومنذ ذلك الحين شهدت تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات. وفقاً للسفارة التايلاندية، فإن كلا البلدين يوليان أهمية كبيرة لتعزيز هذه العلاقات، انطلاقاً من الرؤى المشتركة لمستقبل اقتصادي واجتماعي مستدام. شمل التعاون الأولي تبادل الزيارات الرسمية وتوقيع اتفاقيات في مجالات التجارة والثقافة، وتوسع ليشمل قطاعات جديدة مثل الصحة والاستثمار.
دور تايلند والكويت كقوى إقليمية
أشارت كورتو إلى أن تايلند والكويت، باعتبارهما دولتين تتمتعان بنفوذ إقليمي معتدل، تتشاركان التزاماً قوياً بالحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة. يتبنى كلا البلدين نهجاً دبلوماسياً في حل النزاعات، ويدعمان الحوار والتفاهم المتبادل. وهذا التوافق في وجهات النظر يجعلهما شريكين طبيعيين في جهود تعزيز التعاون الإقليمي، وخاصةً بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
السياحة العلاجية محوراً للتعاون المستقبلي
تعتبر السياحة العلاجية من بين أبرز المجالات التي تتطلع تايلند إلى تطويرها مع الكويت. تتمتع تايلند بسمعة عالمية كوجهة رائدة في مجال الطب والسياحة العلاجية، بفضل جودة خدماتها الطبية وتكاليفها التنافسية. وتهدف تايلند إلى جذب المزيد من المرضى الكويتيين الباحثين عن علاجات متخصصة في مختلف المجالات الطبية.
كشفت القائم بالأعمال عن تنظيم السفارة لفعالية في سبتمبر الماضي، بعنوان “استكشاف السياحة الصحية والرفاهية في تايلند”، جمعت قيادات من المستشفيات الخاصة في كلا البلدين. كان الهدف من هذه الفعالية بحث فرص التعاون وتبادل الخبرات في مجال الرعاية الصحية، بما يتماشى مع أهداف رؤية الكويت 2035 التي تركز على تطوير الخدمات الصحية وتعزيز دور القطاع الخاص وتنويع مصادر الدخل.
وذكرت مصادر في السفارة أن هناك اهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين الكويتيين بالاستثمار في قطاع السياحة العلاجية التايلاندي، مشيرة إلى أن السفارة تعمل على تسهيل هذه الاستثمارات وتوفير الدعم اللازم للمستثمرين. يشمل ذلك تقديم المعلومات والتوجيهات حول الإجراءات والمتطلبات القانونية للاستثمار في تايلند.
ذكرى مؤثرة وتأكيد على الهوية الثقافية
أتى الاحتفال بالعيد الوطني هذا العام في ظل أجواء حزن يعيشها الشعب التايلاندي، بسبب رحيل الملكة سيريكيت (الملكة الأم). تُعتبر الملكة الأم رمزاً للوحدة الوطنية والإلهام، وقد كرست حياتها لخدمة الشعب ودعم المبادرات الاجتماعية والبيئية والحفاظ على الحرف التقليدية وتمكين المرأة. وقد أعلنت السفارة تخصيص ركن للتصوير التفاعلي يعرض نماذج من الأزياء التايلندية التقليدية التي ارتدتها الملكة الأم، وذلك في إطار جهود الحفاظ على التراث الثقافي التايلاندي.
وعلى الرغم من الحزن، أكدت كورتو أن ذكرى الملكة الأم ستظل حية في قلوب التايلنديين ومصدر إلهام للأجيال القادمة. وسيستمر الشعب التايلاندي في السعي لتحقيق رؤيتها لمستقبل مزدهر ومستدام.
من المتوقع أن تستمر السفارة التايلاندية في الكويت في جهودها لتعزيز العلاقات التايلندية الكويتية في مختلف المجالات، وخاصةً السياحة العلاجية والاستثمار. وتركز الجهود الحالية على تيسير إجراءات التأشيرة للمواطنين الكويتيين الراغبين في السفر إلى تايلند للعلاج أو السياحة، بالإضافة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الكويتية إلى تايلند. وسيستمر الطرفان في تبادل الزيارات الرسمية والعمل على توقيع المزيد من الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي. فيما يتعلق بالاستثمارات، من المحتمل أن يشهد الربع الأول من العام المقبل إعلانات جديدة حول مشاريع مشتركة. وسيبقى مستقبل هذه الشراكة الاستراتيجية تحت المراقبة، خاصة مع التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة.
