Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

خلال زيارته.. بوتين يؤكد استمرار شحن الوقود للهند رغم الضغوط الغربية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى نيودلهي يوم الجمعة، أن روسيا ستواصل تصدير الوقود إلى الهند دون انقطاع، على الرغم من الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة لتقليل واردات الهند من النفط الروسي. تأتي هذه التصريحات في سياق سعي موسكو لتعزيز العلاقات التجارية مع الهند، أكبر مستورد للأسلحة الروسية والنفط المنقول بحراً، في ظل العقوبات الغربية.

وقال بوتين لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن روسيا “مورد موثوق به للنفط والغاز والفحم، وكل ما يلزم لتطوير قطاع الطاقة في الهند”، مؤكداً استعداد بلاده لمواصلة شحنات الوقود لدعم الاقتصاد الهندي سريع النمو. وتعد هذه الزيارة أول زيارة لبوتين إلى الهند منذ أربع سنوات.

أهمية النفط الروسي للهند وتحديات الاستيراد

أصبحت الهند، الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، مستوردًا رئيسيًا للنفط الروسي، خاصةً بعد الحرب في أوكرانيا. وقد سمح هذا للهند بتأمين إمدادات الطاقة بأسعار مخفضة، مما ساهم في دعم اقتصادها. ومع ذلك، تواجه الهند ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة لتقليل اعتمادها على النفط الروسي، مع تهديد بفرض رسوم جمركية على بعض الصادرات الهندية.

وتشير التقارير إلى أن نيودلهي تجري محادثات مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق تجاري يهدف إلى تخفيف هذه الرسوم الجمركية. في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى الحد من قدرة روسيا على تمويل الحرب في أوكرانيا من خلال تقليل عائدات النفط.

العلاقات الدفاعية والتعاون التكنولوجي

لا تقتصر العلاقات الروسية الهندية على الطاقة فقط؛ فلطالما كانت موسكو أكبر مورد للأسلحة للهند لعقود. ووفقًا لوزارة الدفاع الهندية، أعرب وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف عن استعداد بلاده لدعم الهند في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الإنتاج الدفاعي. هذا التعاون يشمل أيضًا مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي.

انتقادات بوتين لترامب والردود الأمريكية

تحدى بوتين، في مقابلة مع قناة “إنديا توداي”، الضغوط الأمريكية على الهند، مشيرًا إلى حق الولايات المتحدة في شراء الوقود النووي الروسي. وتساءل لماذا لا تتمتع الهند بنفس الميزة. وقد أثارت هذه التصريحات جدلاً حول معايير السياسة الخارجية الأمريكية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد في وقت سابق حصوله على وعد من مودي بوقف واردات النفط الخام الروسي. لكن ردود الفعل الهندية تشير إلى أن هذا الوعد قد يكون مشروطًا أو أنه يخضع لإعادة تقييم.

التجارة الثنائية والأهداف المستقبلية

بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند مستوى غير مسبوق، حيث وصل إلى حوالي 69 مليار دولار خلال الفترة 2023-2024. ويسعى كلا البلدين إلى زيادة هذا الرقم ليصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030. ومع ذلك، لا يزال الميزان التجاري يميل لصالح روسيا بسبب واردات الهند من الطاقة.

وتركز الجهود المشتركة حاليًا على تنويع سلة الصادرات الهندية إلى روسيا، وتشجيع الاستثمار المتبادل في القطاعات الواعدة.

وعلى الرغم من سعي الهند إلى تنويع مصادر أسلحتها، بما في ذلك من فرنسا وزيادة الإنتاج المحلي، إلا أن روسيا لا تزال شريكًا دفاعيًا رئيسيًا. تتضمن المناقشات الجارية أيضًا التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية.

من المتوقع أن يعلن الجانبان الروسي والهندي عن سلسلة من الاتفاقيات الجديدة في نهاية المحادثات الرسمية، مما يعزز التعاون في مختلف المجالات. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية والعقوبات الغربية، ستظل العلاقة بين الهند وروسيا محط اهتمام وتدقيق، خاصة فيما يتعلق بمستقبل استيراد الهند للنفط الروسي. الخطوات التالية ستكون مراقبة تنفيذ اتفاقيات التجارة الجديدة، ورد فعل الولايات المتحدة على أي تطورات، وما إذا كانت الهند ستستمر في شراء كميات كبيرة من النفط الروسي في الأشهر والسنوات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى