عبَّر فيرناندو هييرو، المدير الرياضي السابق لنادي ريال مدريد وقائد منتخب إسبانيا الأسبق، عن تحليله لمجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة الرسمية، مؤكدًا صعوبة التحدي الذي ينتظر المنتخب الإسباني وضرورة الاحترام للمنتخب السعودي الذي وقع معه في نفس المجموعة. جاءت تصريحات هييرو لـ “عاجل” السبت، عقب إعلان القرعة التي تقام في الفترة من 11 يونيو وحتى 19 يوليو في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. وتُعد هذه النسخة من كأس العالم هي الأولى بمشاركة 48 منتخبًا.
أسفرت القرعة عن تواجد المنتخب السعودي في المجموعة الثامنة إلى جانب إسبانيا وأوروجواي والرأس الأخضر، وهو ما اعتبره مراقبون مجموعة صعبة تتطلب استعدادًا كبيرًا. وتأتي هذه القرعة في ظل ترقب عالمي للنسخة الموسعة من البطولة، والتي تهدف إلى زيادة التنافسية وإتاحة الفرصة لمنتخبات جديدة للمشاركة في الحدث العالمي.
تحليل قرعة كأس العالم 2026: تحديات إسبانيا وفرص السعودية
أكد فيرناندو هييرو أن القرعة أسفرت عن مجموعة مثيرة للاهتمام، ولكنه شدد على أنه في كأس العالم لا توجد مباريات سهلة. وأشار إلى أن كل مباراة تمثل تحديًا خاصًا، وتتطلب تركيزًا عاليًا من اللاعبين.
قوة أوروجواي التاريخية
ركز هييرو في تحليله على قوة المنتخب الأوروجواياني، مشيرًا إلى تاريخه العريق وروح المنافسة العالية التي يتمتع بها لاعبوه. وشدد على أن أوروجواي يمتلك لاعبين من الطراز العالمي، مما يجعل المواجهة أمامهم اختبارًا حقيقيًا للمنتخب الإسباني.
المنتخب السعودي.. تطور واعد
أشاد هييرو بالمنتخب السعودي، واصفًا إياه بأنه يمثل نموذجًا لتطور كرة القدم الآسيوية. وأشار إلى المفاجآت التي حققها المنتخب السعودي في النسخة الأخيرة من كأس العالم، مما يتطلب التعامل معه باحترام كبير.
وأضاف: “من الضروري الاستعداد الجيد للمواجهة ضد السعودية، خصوصًا في ظل الطفرة التي تشهدها الكرة السعودية حاليًا، من خلال الاستثمارات الكبيرة في قطاع الشباب والدوري المحلي”. ويعتبر هذا التحليل بمثابة اعتراف بالتطور الكبير الذي يشهده المنتخب السعودي لكرة القدم.
الرأس الأخضر.. عنصر المفاجأة
أبدى هييرو اهتمامًا خاصًا بالمنتخب الرأس الأخضر، الذي يخوض البطولة للمرة الأولى. وأشار إلى أن هذا الأمر يمنحهم حماسًا وشغفًا كبيرين، ويعفيهم من ضغوط التوقعات.
وفسر هذا بالقول: “الفرق الوافدة الجديدة دائمًا ما تشكل خطرًا كبيرًا، نظرًا لرغبتها العارمة في تقديم أفضل ما لديها وإثبات وجودها في المحافل الدولية”.
تأتي هذه القرعة في وقت تشهد فيه كرة القدم العالمية تحولات كبيرة، مع بروز منتخبات جديدة وتراجع مستوى بعض المنتخبات التقليدية. وعلى الرغم من أن إسبانيا تعتبر من بين المرشحين للفوز بالبطولة، إلا أن هييرو حذر من الاستهانة بأي من المنافسين.
ويذكر أن النسخة الحالية من كأس العالم تشهد مشاركة 48 منتخبًا بدلًا من 32 منتخبًا في النسخ السابقة، وهو ما يزيد من صعوبة البطولة ويمنح فرصة أكبر للمنتخبات الصغيرة للتألق. بالإضافة إلى ذلك، تقام البطولة عبر ثلاث دول مختلفة، مما يمثل تحديًا لوجستيًا وتنظيميًا.
على صعيد آخر، بدأت المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2026 وضع الخطط الفنية والبدنية للاستعداد للبطولة، وذلك من خلال معسكرات تدريبية ومباريات ودية.
وتشهد الاستعدادات أيضًا تركيزًا على الجانب الطبي، مع حرص المنتخبات على توفير أفضل الرعاية الصحية للاعبين، لتجنب الإصابات والظروف الصحية الطارئة.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة إعلانات عن المزيد من المباريات الودية التي ستجمع بين المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2026، وذلك بهدف تقييم مستوى اللاعبين وتجربة التكتيكات المختلفة.
في الختام، تبقى كأس العالم 2026 حدثًا رياضيًا عالميًا ينتظره الملايين من المشجعين حول العالم. وستكون القرعة بمثابة نقطة انطلاق للاستعدادات المكثفة التي ستشهدها الأشهر القادمة، مع ترقب كبير لمستوى المنتخبات المشاركة والنتائج التي ستسفر عنها البطولة. الخطوة التالية ستكون الإعلان عن جدول المباريات التفصيلي، وتحديد مواعيد معسكرات التدريب للمنتخبات، مع مراقبة مستويات اللاعبين في الدوريات المحلية والمباريات الودية.
