انعقاد المؤتمر الأول لمؤسسات التدريب في مجال الملكية الفكرية بتونس.. بمشاركة كويتية

انطلقت في تونس أعمال المؤتمر الإقليمي الأول لمؤسسات التدريب في مجال الملكية الفكرية، يوم الثلاثاء، بمشاركة واسعة من الدول العربية. يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات المعنية، ووضع استراتيجية موحدة لحماية وتعزيز الملكية الفكرية في المنطقة في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة. ويأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه المنطقة العربية نمواً متزايداً في الابتكار والإبداع.
شارك في المؤتمر ممثلون عن مؤسسات متخصصة وخبراء من الكويت والجزائر والمغرب ومصر وسوريا وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. وقد اختيرت تونس لاستضافته نظراً لكونها تمتلك أقدم مؤسسات التدريب على الملكية الفكرية في العالم العربي، وفقاً لتصريحات لمياء السعدي ممثلة الأكاديمية العالمية للملكية الفكرية.
أهمية تعزيز التعاون في مجال الملكية الفكرية
تأتي أهمية هذا المؤتمر في سياق عالمي يشهد تحولات كبيرة في مجال الابتكار والتكنولوجيا. حماية الملكية الفكرية، بما في ذلك براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق المؤلف، أصبحت ضرورية لتحفيز الاستثمار والنمو الاقتصادي. كما أن تعزيز الوعي بأهمية هذه الحقوق يساهم في مكافحة القرصنة والتزوير.
أهداف المؤتمر الرئيسية
ركز المؤتمر على عدة أهداف رئيسية، من بينها تكثيف التعاون والتشبيك بين مؤسسات الملكية الفكرية في الدول المشاركة. كما ناقش المؤتمرون إمكانية إنشاء أكاديمية عربية متخصصة في هذا المجال، بهدف توفير برامج تدريبية عالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية نشر ثقافة الملكية الفكرية في أوساط الشركات والمؤسسات والأفراد.
أشارت لمياء السعدي إلى أن الاهتمام بالملكية الفكرية لم يعد مقتصراً على الجانب القانوني فقط، بل يمتد ليشمل كيفية استغلال وتسويق هذه الحقوق بشكل فعال. ويتم ذلك بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، التي تقدم الدعم الفني والمالي للدول الأعضاء. كما تم التركيز على أهمية حماية العلامات التجارية، باعتبارها أحد أهم عناصر الهوية التجارية للشركات.
يشهد العالم العربي اهتماماً متزايداً بتطوير التشريعات المتعلقة بالملكية الفكرية. تسعى العديد من الدول إلى تحديث قوانينها لتتواكب مع المعايير الدولية، وتقديم الحماية اللازمة للمبتكرين والمبدعين. ويأتي ذلك في إطار رؤى وطنية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش المؤتمر التحديات التي تواجه حماية الملكية الفكرية في المنطقة العربية، مثل ضعف القدرات المؤسسية ونقص الوعي بأهمية هذه الحقوق. كما تم التطرق إلى قضية القرصنة والتزوير، التي تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للشركات والمؤسسات. وتشير التقارير إلى أن حجم الخسائر الناجمة عن القرصنة في المنطقة العربية يتجاوز المليارات من الدولارات سنوياً.
من الجوانب الأخرى التي حظيت باهتمام المؤتمر، هو دور الملكية الفكرية في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. فقد أكد الخبراء على أن حماية حقوق الملكية الفكرية يمكن أن تساعد هذه الشركات على النمو والتوسع، وزيادة حصتها في السوق. كما يمكن أن تساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تعتبر حماية حقوق المؤلف من القضايا الهامة التي تناولها المؤتمر، خاصة في ظل الانتشار الواسع للمحتوى الرقمي. وتشمل هذه الحقوق حماية الكتب والموسيقى والأفلام والبرامج الحاسوبية. ويواجه أصحاب الحقوق تحديات كبيرة في حماية أعمالهم من النسخ غير القانوني والتوزيع غير المصرح به.
في سياق متصل، يزداد التركيز على أهمية حماية البيانات والمعلومات، والتي تعتبر من الأصول الهامة للشركات والمؤسسات. وتشمل هذه الحماية التدابير التقنية والقانونية والإدارية التي تهدف إلى منع الوصول غير المصرح به إلى البيانات، وسرقة المعلومات.
من المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات محددة تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الملكية الفكرية. وتشمل هذه التوصيات اقتراح إنشاء شبكة إقليمية لمؤسسات التدريب، وتطوير برامج تدريبية مشتركة، وتبادل الخبرات والمعلومات. كما من المتوقع أن يتم وضع خطة عمل لتنفيذ هذه التوصيات، وتحديد المسؤوليات والمهام لكل طرف.
من المقرر أن يتم تقديم تقرير شامل عن نتائج المؤتمر والتوصيات الصادرة عنه إلى الجهات المعنية في الدول المشاركة. وسيتم متابعة تنفيذ هذه التوصيات من خلال اجتماعات دورية وورش عمل. ويعتبر نجاح هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو بناء نظام إقليمي قوي لحماية وتعزيز الملكية الفكرية، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية. وستكون متابعة تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع هي المؤشر الحقيقي لنجاح هذا المؤتمر.





