الذهب يتراجع قبل قرار الفائدة الأميركي والنفط يرتفع

تراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس، مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح وتبني موقف حذر قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي المرتقب الأسبوع المقبل. يأتي هذا التراجع في ظل ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية رئيسية، وخاصةً مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، التي قد تلقي الضوء على مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وتأثيرها على الأصول الاستثمارية.
وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.11% ليصل إلى 4198.50 دولارًا للأوقية (الأونصة) في وقت كتابة هذا التقرير. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر/ كانون الأول بنسبة 0.3% لتسجل 4187.10 دولارًا للأوقية. يعكس هذا التوجه تقلبات السوق وتأثرها بالتطورات الاقتصادية والسياسية العالمية.
توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على الذهب
تشير التوقعات إلى أن مجلس الاحتياطي الفدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم. وقالت سوني كوماري، خبيرة السلع لدى “إيه إن زد”، إن السوق تتوقع هذا الخفض بشكل كبير، وأنها بحاجة إلى محفز جديد لدفع أسعار الذهب نحو الأعلى. وأضافت أن أي هبوط كبير نحو مستوى 4000 دولار قد يجذب المزيد من المشترين.
وتؤكد أداة فيد ووتش التابعة لـ “سي إم إي” أن احتمالية خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل تبلغ 89%. عادةً ما تستفيد الأصول التي لا تدر عوائد، مثل الذهب، من انخفاض أسعار الفائدة، حيث تصبح أقل جاذبية للمستثمرين مقارنةً بالأصول ذات العائد الثابت.
بيانات اقتصادية رئيسية قيد الانتظار
يركز المستثمرون حاليًا على بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر/ أيلول، والتي تأخر صدورها. يُعتبر هذا المؤشر مقياسًا رئيسيًا للتضخم يفضله مجلس الاحتياطي الفدرالي، ومن المتوقع أن يقدم إشارات مهمة حول قرارات السياسة النقدية المستقبلية. تعتبر قراءة هذا المؤشر حاسمة لتحديد ما إذا كان البنك المركزي سيواصل مسار التيسير النقدي أم سيتوقف عنه.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر تراجع الأسعار على الذهب وحده، بل شملت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا. انخفضت الفضة بنسبة 1.72% لتصل إلى 57.48 دولارًا للأوقية، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا مرتفعًا عند 58.98 دولارًا أمس الأربعاء. كما هبط البلاتين بنسبة 1.8% ليصل إلى 1647.50 دولارًا، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.61% ليسجل 1456.67 دولارًا.
يعكس هذا التراجع العام في أسعار المعادن النفيسة حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق، وتأثرها بالتطورات الاقتصادية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك بعض التصحيح بعد الارتفاعات الأخيرة التي شهدتها هذه المعادن.
في سياق منفصل، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم، مدفوعةً بالمخاوف بشأن الإمدادات بعد الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية في روسيا. لكن ضعف الأساسيات الاقتصادية العالمية حد من المكاسب.
من المتوقع أن يستمر التركيز على البيانات الاقتصادية الأمريكية، وخاصةً مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، في تحديد اتجاه أسعار الذهب في المدى القصير. كما أن أي تطورات جديدة في المفاوضات الجارية بشأن الحرب في أوكرانيا قد تؤثر على معنويات المستثمرين وبالتالي على أسعار الذهب. يجب على المستثمرين مراقبة هذه التطورات عن كثب واتخاذ قراراتهم الاستثمارية بناءً على تقييم دقيق للمخاطر والفرص المتاحة.





