143 تحفة فنية من مجموعة الصباح الآثارية تتلألأ بمدينة «شنتشن» الصينية

انطلقت في مدينة شنتشن الصينية فعاليات معرض “أزهار ونصال: ذخائر البلاط المغولي من القرن الـ 16 إلى الـ 19 الميلادي”، والذي يعرض 143 قطعة فنية نادرة من مجموعة الصباح الآثارية الكويتية. يأتي هذا المعرض في إطار تعزيز التعاون الثقافي بين الكويت والصين، ويُعدّ محطة مهمة في جولة متوقعة لأكثر من مدينة صينية. ويهدف المعرض إلى إبراز الثراء الفني والتاريخي للمجموعات الكويتية أمام الجمهور الصيني.
افتتح المعرض بحضور ممثلين عن الحكومة الكويتية ومسؤولين من الجانب الصيني، بالإضافة إلى القنصل العام الكويتي في قونغتشو. ومن المقرر أن تستمر فعاليات المعرض في شنتشن لعدة أسابيع قبل أن ينتقل إلى مدن غوانغدونغ وهونغ كونغ، وفقًا لما أعلنت دار الآثار الإسلامية الكويتية.
أهمية معرض “أزهار ونصال” والتعاون الكويتي الصيني
يعكس تنظيم هذا المعرض، الذي يركز على مجموعة الصباح الآثارية، عمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين الكويت والصين. وتعتبر مجموعة الصباح من أهم المجموعات الخاصة للفنون الإسلامية في العالم، وتضم تحفًا من مختلف الحضارات الإسلامية، بما في ذلك الفن المغولي.
جذور التعاون الثقافي
لم يكن هذا المعرض هو الأول من نوعه في إطار التعاون بين البلدين. ففي عام 2024، استضافت الكويت مؤتمرًا حول “تباعد المسافات وتقارب العلاقات: طريق الحرير عروة بين عالمين”، بينما شهد عام 2025 معرضًا بعنوان “تباعد وتقارب: الفن الصيني في الكويت” برعاية دار الآثار الإسلامية. هذه المبادرات تؤكد على التزام كلا البلدين بتعزيز الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل.
وصرح الدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، بأن هذا التعاون يعود إلى رؤية الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد والشيخة حصة صباح السالم، اللذين دعما بشكل كبير مجموعة الصباح ودار الآثار الإسلامية. وأضاف أن المعرض يمثل فرصة لتعريف الجمهور الصيني بالثقافة والتراث الكويتي.
من جانبه، أعرب نائب مدير متحف شنتشن، كاي هويياو، عن اعتزازه باستضافة هذا الحدث الفني الكبير، مؤكدًا أهمية الشراكة الثقافية بين الكويت والصين. وأشار إلى أن المعرض سيسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين وتعميق العلاقات الثنائية.
القطع الفنية المعروضة
يضم المعرض مجموعة متنوعة من القطع الفنية التي تعود إلى الفترة بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين. وتشمل هذه القطع المخطوطات والمنمنمات والسجاد والأثاث والمجوهرات، بالإضافة إلى الأدوات والأسلحة المزخرفة. وتتميز هذه التحف بدقتها العالية وألوانها الزاهية وتصاميمها المعقدة، مما يعكس مهارة الفنانين المغوليين.
تعتبر هذه القطع الفنية وثائق تاريخية مهمة، حيث تقدم لمحة عن الحياة في البلاط المغولي وعن الفنون والعلوم التي ازدهرت في تلك الفترة. كما أنها تعكس التأثيرات الثقافية المختلفة التي أثرت في الفن المغولي، مثل الفن الفارسي والفن التركي والفن الصيني. وتشكل الآثار الإسلامية جزءًا هامًا من التراث الثقافي العالمي.
يعتبر هذا المعرض فرصة فريدة للجمهور الصيني للاطلاع على الفن الإسلامي بشكل عام والفن المغولي بشكل خاص. كما أنه يمثل خطوة مهمة في تعزيز التبادل الثقافي بين الكويت والصين وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين. وتشير التقارير إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل وسائل الإعلام الصينية بالمعرض.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل المعرض جزءًا من احتفالات الكويت بكونها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لهذا العام، مما يضفي عليه أهمية خاصة. ويعكس هذا الاختيار الدور الرائد الذي تلعبه الكويت في الحفاظ على التراث الثقافي العربي وتعزيز الحوار الثقافي مع العالم.
من المتوقع أن ينتقل المعرض إلى مدن صينية أخرى في الأشهر القادمة، مما سيتيح لعدد أكبر من الجمهور الصيني فرصة الاستمتاع بهذه التحف الفنية النادرة. وستعتمد مواعيد ومواقع الجولة القادمة على التنسيقات النهائية بين الجانبين الكويتي والصيني. وينتظر المراقبون تقييمًا لنجاح المعرض في شنتشن لتحديد الخطوات التالية.




